ليبيا: لقاء مرتقب بين صالح والسراج وبوادر انفراج الأزمة السياسية

انطلقت صباح أمس الاثنين تحت قبة البرلمان المعترف به دوليا المشاورات بين عدد من أعضاء مجلس النواب من أجل إزالة الخلافات والاتفاق على عقد جلسة برلمانية لتعديل المادة العاشرة من الإعلان الدستوري ،ثم المرور لمنح الثقة لحكومة الوفاق برئاسة السراج.
في هذا السياق

صرّح المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان بعد لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية بأنه بحث مع نبيل العربي آخر المستجدات السياسية والأمنية على الساحة الليبية مؤكدا انعقاد جلسة تعديل الإعلان الدستوري والمصادقة على حكومة الوفاق الخميس أو السبت المقبل.
ويتواجد عقيلة صالح رئيس البرلمان حاليا في القاهرة رفقة نائبه الأول محمد شعيب والمتوقع أن يعقد اجتماعا مع رئيس الحكومة المكلف فايز السراج والنائب الأول بالمجلس الرئاسي أحمد معيتيق بهدف إذابة الجليد بين المجلس الرئاسي والبرلمان وتحديد موعد لعقد جلسة المصادقة على الحكومة في أقرب الآجال. إلى ذلك جرى تداول معلومات تتعلق بتغيير المرشح لوزارة الدفاع الحالي المهدي البرغثي بالعقيد سالم جحا من غرب ليبيا وذلك بعد رفض بعض الجهات ترشيح البرغثي.

وبالعودة لقرب تحديد البرلمان المعترف به دوليا موعد عقد جلسة التعديل الدستوري تساءل المتابعون للشأن الليبي ومخرجات الحوار السياسي هل يواصل البرلمان تجميد المادة الثامنة من الاتفاق السياسي التي سبق وأن جمّدها أم أنه سيتراجع عن ذلك؟ خاصة بعد أن قام المؤتمر الوطني العام بتضمين الاتفاق السياسي برمته بالإعلان الدستوري وطالب بعد إجراء أي تغيير عليه أيضا باعتبار أن المادة الختامية للاتفاق قد أشارت إلى بداية سريان الاتفاق منذ التوقيع عليه. معطى آخر مهم وهو دعم المجتمع الدولي الرامي لتنفيذ الاتفاق السياسي. ويرجح المراقبون تراجع مجلس النواب على خطوته تجميد المادة الثامنة المتعلقة أساسا بالمسؤوليات العسكرية والأمنية وذلك حصوله على ضمانات بعدم إقصاء الجنرال حفتر. المحصلة بعثة الأمم المتحدة لن تتجرأ هذه المرة على تجاوز البرلمان فيما يتعلق باختصاصه المصادقة على الحكومة حفاظا على هيبتها. وأمام تمسك رئاسة البرلمان بضرورة تواجد حفتر في المشهد السياسي القادم وعدم قدرة الأمم المتحدة تجاوز البرلمان فإنه يتوقع إعطاء ضمانات للمجلس النيابي بخصوص الجنرال حفتر.

معلوم أن حفتر خلال تصريح صحفي مؤخرا أكد دعم الجيش الكامل لأي حكومة تنال ثقة مجلس النواب. مجددا رفض فكرة إنشاء مجلس عسكري لكن الجنرال حفتر استدرك في تصريحه ليشير إلى أن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي في حال شاهد البلد ينهار.

المجلس الرئاسي يكثف من نشاطه

من جانبه واصل المجلس الرئاسي مباشرة أعماله سواء عبر عقد الجلسات مع الأطراف المعنية من عمداء البلديات وأعيان القبائل أو تحول أعضائه إلى المدن مثل زيارة رئيس المجلس فايز السراج إلى الزاوية وعقده اجتماعا مشتركا بين أعيان ورشفانة والزاوية في مسعى لحل الخلافات وفتح الطريق الساحلي أو زيارة فتحي المجبري عضو المجلس الرئاسي إلى المنطقة الشرقية واجتماعه بمكونات المجتمع المدني والبلديات وتأكيده عزم حكومة الوفاق حل جميع الإشكاليات والرقيّ بالخدمات. إلى جانب انطلاق المجلس الرئاسي في أعماله كان مجلس الدولة هو الآخر باشر أعماله ويعكف أعضاؤه حاليا على ضبط النظام الداخلي للمجلس وانتخاب اللجان وهكذا يمكن القول أن الأزمة السياسية بدأت في الانفراج ولم يبق سوى المصادقة على الحكومة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115