القمة الخليجية الـ38: ضعف الوفود المشاركة يتسبّب في تعثّر القمة

من مبعوثنا الخاص إلى الكويت حسان العياديكل شيء في الكويت اتخذ شعار «خليجنا واحد، شعبنا واحد»، عشية انعقاد القمة الخليجية الـ38، التي لم تصمد امام تقلبات المشهد الخليجي

الذي وأد رهان قمة الكويت وهو «بدء حل الازمة»، لتنعقد يوم امس تحت شعار غير معلن وهو «الحد الأدنى المضمون» اي الاكتفاء بعقدها في زمانها بمن حضر، بعد ان تراكمت اسباب تعثرها خلال اليومين الفارطين.
الي حدود ساعات صباح امس، كان مصير القمة الـ38 لمجلس التعاون الخليجي يتارجح بين فرضيتين، عززتها التسريبات والاخبار الصادرة من هذا الجانب والاخر، الاول ان القمة ستنعقد بتمثيليات هامة٫ اي بمشاركة ملوك او امراء دول المجلس او ممثليهم الشخصيين من مستوى رفيع، في حالة قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان الذي يتغيب لاسباب صحية. اما الفرضية الثانية فهي ان القمة ستتعثر بسبب ضعف التمثيليات المشاركة.

فرضيتان ظلتا قائمتين الى ان حلت الوفود المشاركة في القمة تباعا، ليكون اول الواصلين، محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، الذي ترأس وفد بلاده، ليليه فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان رئيس وفد السلطنة، وثالثا التحق عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، الذي سافر عائدا الى بلده بعد ان شارك في اجتماع وزراء الخارجية قبل يوم من موعد القمة.

ثلاثة وفود حلت جعلت التوقعات والمراهنة على ان تنهي قمة الكويت الازمة الخليجية، تتراجع تدريجيا نظرا للمؤشرات التي تقدمها طبيعة الوفود الواصلة، برغم التاكد رسميا من حضور دولة الامارات القمة، بعد ان سبق وشارك وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في اشغال اللقاء التحضيري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، الذي لم ينجح في الوصول الي توافق بشآن مضمون البيان الختامي للقمة.

تمثيليات لم تقطع مع «ضعفها» النسبي الا مشاركة تميم بن حمد بن خليفة ال ثاني، امير دولة قطر في القمة٫ حيث كان اخر الواصلين الى الكويت٫ ليستقبله امير دولة الكويت صباح احمد الجابر الصباح، ليلتحق لاحقا ببقية الوفود بقصر « البيان» مقر انعقاد القمة الـ38 لمجلس التعاون بعد ان سبق وعقد بذات القصر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يوم الاثنين الفارط اجتماعهم التحضيري للقمة وهو أول اجتماع على هذا المستوى منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل حوالي ستة أشهر ليناقش وزراء خارجية كل من الكويت صباح خالد الحمد الصباح، ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسعودي عادل الجبير والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش ومساعد وزير خارجية البحرين عبد الله بن فيصل الدوسري البيان الختامي.

لكن انتهى اجتماع الدورة التحضيرية الـ144دون اي تطورات في ظل صمت وتجنب للقاءات الاعلامية٫ فباستثناء ما نقلته وكالة الانباء الكويتية عن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي في كلمة افتتاحية لاشغال الاجتماع التحضيري،جاء فيها إن قادة دول مجلس التعاون عبروا عن حتمية اللقاء، مضيفا «استشعارا للتحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا واستجابة لمشاعر صادقة من شعبنا الخليجي». مؤكدا أهمية اللقاء.

تطورات اليومين في الكويت، ومحاولات التاثير التي مورست خلال الساعات الـ48 الفارطة لاقناع قادة الدول الخليجية للمشاركة في القمة على غرار الاتصالات بالملك السعودي ووبقادة دولة الامارات والبحرين، لكن مستجدات الساحة الإقليمية بعثرت هذه المحاولات التي اشارت مصادر دبلوماسية قبل 36 ساعة الى انها اقتربت من النجاح.
نجاح لم يكتمل بعد تغير المعادلة في اليمن، ومقتل علي عبد الله صالح يوم الاثنين الفارط علي يد المليشيات الحوثية، حادثة عقدت المشهد اليمني ومعه تعقدت العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وبالتحديد بين قطر من جانب وكل من الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين توصلتا الى اتفاق مع صالح قبل مقتله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115