وسط جدل محتدم في أمريكا: ترامب يصل السعودية في مستهل أولى جولاته الخارجية

بدأ امس السبت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يلاحقه جدل محتدم في الداخل، جولة خارجية مدتها تسعة أيام استهلها من السعودية ويتطلع أن يحول خلالها الاهتمام عن عاصفة سياسية أثارها بإقالته جيمس كومي مدير مكتب

التحقيقات الاتحادي الأسبوع الماضي.ويعقد ترامب اجتماعات دبلوماسية حساسة تشمل ثلاث قمم في وقت يواجه فيه برنامجه الانتخابي (أمريكا أولا) تحديات تتمثل في إمكانية تنفيذه دون تنفير حلفائه خلال أولى جولاته الخارجية.
وقلد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسام الملك عبد العزيز، وذلك قبيل انطلاق القمة السعودية – الأمريكية في قصر اليمامة في الرياض.

هذا وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى المملكة «ستحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم».

وقال الملك سلمان بن عبدالعزيز، في تغريدة على موقعه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»:«نرحب بفخامة الرئيس الأمريكي في المملكة. ستعزز زيارتكم تعاوننا الاستراتيجي، وستحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم».من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سعادته الغامرة بحفاوة الاستقبال التي لقيها فور وصوله إلى الرياض في زيارته التاريخية؛ حيث كان في استقباله بالمطار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال ترامب ، في أول تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عقب وصوله العاصمة الرياض، إنه «لمن الرائع أن يكون في الرياض»، معبرًا عن تطلعه إلى عقد لقاءات القمة المنتظرة التي ستتضمن اجتماعًا ثنائيًّا مع خادم الحرمين الشريفين، وقمة خليجية لدول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية.

وتعقد في الرياض ثلاث قمم، هي القمة السعودية الامريكية، والقمة الامريكية الخليجية، والقمة العربية الاسلامية الامريكية، ويشارك فيها زعماء وقادة 55 من الدول العربية والإسلامية.

وتشهد القمة أيضاً، ملتقى مغردون 2017 والذي يتناول كيفية تفعيل استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في محاربة التطرّف والإرهاب، وسيتحدث فيه الرئيس ترامب.وتعد السعودية اول محطة في جولة الرئيس ترامب الخارجية الاولى له منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة في جانفي الماضي.ومن المقرر ان تشمل جولة ترامب أيضا زيارة اسرائيل والفاتيكان وبلجيكا وايطاليا ، حيث يجتمع مع قادة دول حلف شمال الاطلسي/ الناتو/ في بروكسل ودول مجموعة السبع الكبرى في صقلية.

جدل في امريكا
وقال البيت الأبيض إن الجولة فرصة لزيارة أماكن مقدسة لثلاث من أكبر الديانات في العالم وتمنح في الوقت ذاته ترامب فرصة للقاء زعماء عرب وإسرائيليين وأوروبيين.

لكن الغضب السائد في واشنطن يهدد بإلقاء ظلاله الكثيفة على الرحلة بعدما أطلقت إقالته كومي وتعيين مستشار خاص للتحقيق في صلات حملة ترامب الانتخابية بروسيا العام الماضي العنان لموجة من عناوين الصحف التي تنال منه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب وصف كومي بأنه «مجنون» في اجتماع خاص بالمكتب البيضاوي الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك.ولم ينف البيت الأبيض التقرير لكنه قال «الموضوع الحقيقي هو أن أمننا القومي ينال منه تسريب محادثات خاصة وغاية في السرية».

وبدت علامات الارتياح على وجهي الزعيمين الأمريكي والسعودي أثناء حديثهما عبر مترجم. وعزفت الموسيقى العسكرية وانطلقت المدافع لتحية الضيف وحاشيته وحلقت سبع طائرات سعودية في الأجواء لتشكل علامة النصر ولتخلف وراءها خطوطا حمراء وبيضاء وزرقاء.

وسار الزعيمان جنبا إلى جنب إلى قاعة كبار الزوار بالمطار واحتسيا القهوة العربية.وأمكن سماع ترامب وهو يسأل الملك «هل تمضون أوقاتا طويلة في نيويورك؟».

وشارك الطرفان في مراسم توقيع عدد من الاتفاقات بين الجانبين منها صفقة شراء أسلحة أمريكية بقيمة 100 مليار دولار. كما وقعت شركة أرامكو السعودية صفقات بقيمة 50 مليار دولار مع شركات أمريكية في إطار حملة لتنويع مصادر الدخل السعودي بعيدا عن الصادرات النفطية حسبما ذكر أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو.

وسيلقي ترامب كلمة في الرياض اليوم الأحد بهدف كسب تأييد المسلمين لمحاربة الجماعات المتشددة. وسيحضر أيضا قمة مع زعماء خليجيين في إطار مجلس التعاون الخليجي.وستكون زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية والقدس المحتلة وإيطاليا وبلجيكا هي أطول فترة يقضيها بعيدا عن البيت الأبيض منذ توليه منصبه قبل أربعة شهور.

استقبال بالمدفعية والطائرات
ومن الصور الضخمة والاضواء، الى الطلقات المدفعية والطلعات الجوية، استقبلت المملكة السعودية بحفاوة السبت الرئيس الامريكي دونالد ترامب في اول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في جانفي.
وتتناقض الحفاوة التي حظي بها ترامب، من باب الطائرة الى مقر اقامته، مع الاستقبال البرتوكولي لسلفه الرئيس السابق باراك اوباما الذي زار السعودية في افريل 2016 والذي شابت العلاقات بين إدارته والمملكة توترات على خلفية

الاتفاق النووي الموقع مع ايران.
وعند مدرج الطائرة، استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما الرئيس الامريكي وزوجته ميلانيا التي ارتدت ملابس مغايرة تماما لتلك التي غادرت بها الولايات المتحدة: سروال اسود فضفاض مع قميص أسود وحزام ذهبي، مكشوفة الشعر، بدل القميص الابيض الضيق والتنورة البرتقالية في بداية رحلتها.

وأطلقت المدفعية فور وصول ترامب طلقات ترحيبية، وحلقت مجموعة من الطائرات السعودية ترحيبا، بحسب وكالة الانباء الرسمية.

وسار ترامب والملك جنبا الى جنب وخلفهما السيدة الاولى بين صفين من حرس الشرف السعودي، ثم توقفا لبضع دقائق في صالة كبار الشخصيات حيث جلس الملك بين الرئيس الامريكي وزوجته وتناولوا القهوة.

ومن الباب الخلفي للطائرة، خرجت ابنة ترامب ايفانكا، مرتدية ثوبا طويلا باللونين الاسود والابيض، وزوجها جاريد كوشنر، يدا بيد، الى جانب أعضاء آخرين في الوفد بينهم المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر ومساعدة مستشار الامن القومي الامريكية المصرية الاصل دينا حبيب باول.وفي خطوة استثنائية، منحت المملكة تأشيرات لمئات الصحافيين الاجانب لتغطية الزيارة، إلا انها وضعت قيودا على تحركاتهم وعلى حضورهم للفاعليات الرئيسية. وفي المركز المخصص الاعلاميين في احد الفنادق الكبرى على بعد نحو عشرة كلم من مقر اقامة ترامب، اكتفى صحافيون بتصوير لحظات وصول الرئيس الامريكي بهواتفهم من على شاشات التلفزيون.

وعلى الواجهة الضخمة لمبنى الفندق الذي يقيم فيه ترامب، يعكس عرض من الاضواء صورة البيت الابيض على المبنى، قبل ان يتحول الى معالم من السعودية، ثم يعكس صورتين كبيرتين للملك لسلمان ولترامب وبينهما يدان تتصافحان.

واتسمت علاقة السعودية بالإدارة الامريكية السابقة بالفتور، لا سيما بسبب ابرام الاتفاق النووي بين إيران خصم السعودية، وسبع دول كبرى بينها الولايات المتحدة. ومنذ وصول ترامب الى الرئاسة، تم تبادل اتصالات وتكررت مؤشرات التقارب بين الجانبين. وينتقد ترامب الاتفاق النووي الايراني، وقد هاجم طهران مرارا.

وتنظم الرياض على هامش الزيارة منتدى يجمع قادة الأعمال «من جميع أنحاء المملكة والولايات المتحدة الأمريكية»، ومنتدى اخر يبحث في «طبيعة الإرهاب ومستقبل التطرف». لكنها تستضيف ايضا حفلا استثنائيا يحييه مغني الكانتري الامريكي توبي كيث الذي اشتهر بأغنية اصدرها بعيد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وصول القادة العرب
وفي السياق ذاته بدأ قادة وممثلو الدول العربية والإسلامية التوافد إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تنطلق اليوم الأحد بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووصل امس السبت إلى الرياض كل من الرؤساء الغامبي، أداما بارو، والغيني ألفا كوندري، ورئيس سيراليون إرنست باي كوروما ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

كما وصل ممثلان عن السودان الفريق طه الحسين وزير الدولة ومدير مكتب الرئيس السوداني عمر البشير.واعتذر البشير، عن عدم حضور القمة الإسلامية الأمريكية المرتقبة في الرياض «لأسباب خاصة»، حسب وكالة أنباء السودان الرسمية.

كما وصل الرياض أيضا كل من النائب الأول لرئيس الوزراء القرغيزي المبعوث الخاص لرئيس قرغيزيا محمد غالي أبو الغازييف ووزير الخارجية والممثل الشخصي لرئيس الكاميرون أمبيلا أمبيلا لوجين، ووزير الاقتصاد والمالية بتوجو باتي يحيى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115