ليبيا: حراك دولي من أجل حلحلة الأزمة السياسية

كشف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر خلال تقريره و احاطته لمجلس الأمن الدولي حول اخر تطورات الازمة الليبية بان سنة 2017 الحالية ستكون سنة القرارات الهامة لليبيا .

ما ذكره كوبلر تترجمه المتغيرات و التحولات الدولية التي انطلقت بمجرد وصول الرئيس الامريكي الجديد الجمهوري دونالد ترامب ، حيث ابلغ ترامب ايطاليا باعتبارها اكبر دولة اوروبية حليفة للولايات المتحدة بعد بريطانيا و لقربها من ليبيا بان الإدارة الامريكية الجديدة غير ملزمة بقرارات و دعم باراك اوباما للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

وبدا اهتمام ادارة ترامب بالملف الليبي اكثر واقعية حينما تم تكليف ايطاليا بالملف الليبي . في ذات الوقت جرى فتح الباب امام روسيا للعب دور مهم في حلحلة الأزمة الليبية و من اجل خلق توازن في ليبيا . و من هنا تحركت الديبلوماسية الايطالية بقوة نحو موسكو و ذلك ما جسدته لقاءات وزير الخارجية الايطالي مع نظيره الروسي.

وكانت روسيا استقبلت رئيس مجلس النواب في طبرق و قائد عملية الكرامة في عديد المناسبات وتستعد روسيا لاستقبال فايز السراج نهاية الشهر الحالي من أجل التسوية النهائية اللازمة السياسية و تتمسك روسيا لضمان منصب سياسي و ليس بعسكري للمشير حفتر بالمشهد القادم. مطلب تبين لاحقا أن ايطاليا لا تمانع في دعمه بضوء أخضر من باقي دول الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية سيما بعد تتالي الإشادة و التنويه بدور حفتر في محاربة الارهاب – «تصريح لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسن». و إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحراك المسجل من طرف دول الجوار العربية و دول الاقليم و خاصة تركيا عندها يمكن فهم ما جاء على لسان المبعوث الأممي كوبلر من ان سنة 2017 ستكون سنة القرارات الهامة الكفيلة بحل الأزمة السياسية في ليبيا . قرارات من ضمنها تغيير المجلس

الرئاسي ليصبح برئيس ونائبين اضافة الى :
تشكيل حكومة وفاق دون تواجد الاسماء الجدلية او رموز تيار الاسلام السياسي، تضمين الاتفاق السياسي بالإعلان الدستوري و توحيد المؤسسة العسكرية و جهاز الأمن . انطلاق مبادرة المصالحة الوطنية الشاملة ، العدالة الانتقالية ، عودة النازحين في الداخل و الخارج . تفعيل قانون العفو العام ، تفعيل عقوبات مجلس الامن ضد المعرقلين للتسوية السياسية ،اعلان وقف اطلاق النار ، اعطاء دور اكبر للترويكا المتكونة من الاتحاد الافريقي – الجامعة العربية و بعثة الامم المتحدة ، إطلاق مشروع ومخطط اعادة اعمار ليبيا .

يرى مراقبون بان عدم اهتمام الولايات المتحدة بالملف الليبي عهد باراك اوباما و لفترة طويلة أدى الى استفحال الازمة و الفوضى و تسلل الارهاب انعكس بالسلب على المشهد المحلي لكن بمجيء دونالد ترامب تغيرت الأمور رأسا على عقب والمستفيد الأكبر هي ليبيا و الليبيين حيث و لأول ومنذ بداية الازمة السياسية في 2014 تاريخ مقاطعة نواب الغرب الليبي لجلسات البرلمان لأول مرة يتوافق المجتمع الدولي على ضرورة تغيير الرئيس وضمان منصب لحفتر . و أهم من كل ذلك التقاء الإتحاد الأوروبي الولايات المتحدة و روسيا على أهداف مشتركة وضمان تفاهم بين الدول الكبرى وهذا ما سوف يؤشر لحل نهائي و قريب للأزمة .

ويجمع المتابعون على ان الحراك الحالي سواء على مستوى دول الاقليم او الدول العظمى يسعى الى تثبيت فايز السراج في مكانه وهو المدعوم من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة لكن الجديد هو نجاح الدول الداعمة لحفتر في فرض هذا الأخير حتى يكون ضمن المشهد السياسي القادم ، أما دول الجوار العربية فهي تتمسك بمبدئها القاضي بعدم التدخل في الشأن الليبي وهي تسعى لانهاء الفوضى في الداخل الليبي لتداعيات امنية قد تلحقها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115