مستقبل يوسف الشاهد: «اليوسفيون» في الأحزاب «الصديقة».. وخطة قائد السبسي الابن البديلة

منذ فترة لا حديث في المشهد السياسي الا عن يوسف الشاهد، دوره القادم، مستقبله، حلفاؤه وخصومه، كل

خطوة تؤتى هي مع الشاهد او ضده، ليتضح مع مرور الوقت وتتالي التصريحات ان الرجل يغري الكثيرين بالالتحاق بمشروعه وهذا ما يفاقم «خوف» خصومه.

لم يجانب جزء من نواب مجلس الشعب عن الطيف الديمقراطي الوسطي الصواب حينما شنوا هجوما على رئيس الحكومة يوسف الشاهد واتهموه بانه «قسّم كتلهم» وبات يهدد وحدة كياناتهم السياسية خلال جلسة منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي.

فالرجل القى بكرة ناره في «هشيم» احزاب تعاني منذ فترة تصدعات داخلية وتوترات ناجمة عن نتائج الانتخابات البلدية، قبل أن يأتي انصاره في العائلة السياسية، ويسكبوا البنزين على النار، ليعلن عدد لاباس به منهم ان الشاهد قادر على لعب دور مهم في «توحيد العائلة التقدمية الديمقراطية».

توحيد يراد به مواجهة «غول» النهضة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتجده النهضة التي تقف لتشاهد ما يحدث مع حرص خفي على ان توفر الشروط الموضوعية لنجاح هذا المشروع، بهدف خلق منافس قوي لها يجنبها تداعيات نصر انتخابي تخشى ان يعود عليها بالويل.

الشاهد الذي نجح فعليا في اختراق احزاب تنتمي لعائلته السياسية منذ ان كلف كرئيس حكومة، تعاظم اختراقه لها مع مرور الوقت ونجاحه في تحقيق نقاط على حساب بعض الخصوم، كافاق تونس الذي اخترقه من بوابة وزرائه قبل ان يصل الى نوابه، ليصوّت 6 من اصل 8 نواب عن الحزب لصالح منح الثقة، باحتساب نائبين سبق أن استقالا من الكتلة والحزب.

لعنة الشاهد لا يبدو انها ستنتهي عند تمرد نواب أفاق على قرارات حزبهم رغم محاولات اثنائهم عن ذلك لاخر دقائق قبل التصويت، بل هي مرشحة الى ان تتعاظم في ظل «اغراءات» الالتحاق بمركب الشاهد.

مركب يبدو انه يتهيأ ليضم قافزين من مركب مشروع تونس، فالنائب عن كتلة الحرة لمشروع تونس الصحبي بن فرج يقدم الشاهد كشخصية قادرة على تجميع العائلة الديمقراطية الوسطية وقيادتها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وتحقيق النصر.

بن فرج يعتبر أنّ النجاة تكون بالقفز خلف الشاهد ونصرته في ما يعده من مشروع سياسي، غير المحدد بعد هل سيكون اصلاح النداء أو تأسيس حزب جديد، او فهو الفشل والانتحار السياسي للعائلة الوسطية الديقمراطية.

راي تلمح اليه زميلته في المجلس، ليلى الشتاوي وان بعبارات اخرى ومطلع مختلف، فهي تعتبر انه من الضروري ان تتجمع العائلة الوسطية والقادر على فعل هذا هو الشاهد، ذات الأمر يتكرر مع غيرهم من النواب والسياسيين خاصة من المنتسبين لاحزاب او مجموعات سبق وانشقت عن نداء تونس.وليد الجلاد من بين هؤلاء الداعمين للشاهد ويرى فيه «فرصة» لإعادة التوازن للمشهد.

لعنة الشاهد يبدو انها في طريقها لتعزز الانقسام داخل حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، فبعد ان حدث الانقسام على خلفية موقف الحزب الجديد من الحكومة ينتظر ان يتعزز أكثر في الاسابيع القادمة، رغم تجنب قادة الحزب من الطرفين الخوض في الامر فان التحركات الاخيرة لكل منهما تبين ان كليهما يستعد لهذا الاحتمال.

لكن قبل كل هؤلاء كرة الشاهد انطلقت من البيت الندائي حيث قسم الرجل الحزب الى فريقين، فريق معه والاخر ضده، ولكل منهما اسبابه ودوافعه، فمن بين من اختار صف الشاهد يرى ان طموحه السياسي وفرص فوزه في الاستحقاقات القادمة لن تكون مع حافظ قائد السبسي.

الاخير ومجموعته يرون ان الشاهد بات خطرا شديدا عليهم ويعتبرونه عقبة يجب ازالتها لكن قبل ذلك عليهم ازالة بعض الاسماء في الحزب ليتمكنوا لاحقا من محاصرة الشاهد وعزله، وهي خطوة اساسية في الاستراتيجية الجديدة لاحتواء «الابن العاق» كما يصفه خالد شوكات القيادي في نداء تونس.

هذه الاستراتيجية تقوم على مراحل اساسية اولها استعادة المبادرة السياسية من الشق الداعم ليوسف الشاهد، واساسا مجموعة الهيئة السياسية التي تمردت على المدير التنفيذي ونجحت في توجيه التصويت الى «نعم». هذه المجموعة نجحت في ان تقدم النداء على انه مسير من هيئتين، مدير تنفيذي وهيئة سياسية. وهنا مكمن خطة السبسي الابن حيث يبحث الرجل عن احتواء الهيئة المتمردة عليه، عبر طرد عناصر منها على غرار المنصف السلامي، ولاحقا ادراج رضا بالحاج العائد للنداء والفاضل بن عمران في تركيبتها، ومحاولة استمالة عناصر من الهيئة لصالحه، وهذه المرحلة الاولى قبل ان ينتقل للثانية وهي احتواء الكتلة وتقليص عدد الداعمين للشاهد فيها. لتاتي الثالثة وهي جر الشاهد

الى أتون حرب يكون هو الخاسر فيها، قبل ان يخرج من قصر الحكومة قبل نهاية السنة.

عناصر الخطة الندائية قد يشرع اليوم في تطبيقها عبر اجتماع الهيئة السياسية الذي دعا اليه حافظ قائد السبسي، ليكون هذا الاجتماع فرصة الثأر من خسارة معركة المجلس او قد يكون ضربة جديدة لنجل الرئيس، هذا ما ستجيب عنه الساعات القادمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115