رغم التصويت على منح الثقة لوزير الداخلية الجديد: اتحاد الشغل مازال يتمسك بتغيير الحكومة ويؤكد أن عناصر فشلها مازالت قائمة

التصويت على منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي خلال الجلسة العامة المنعقدة يوم السبت الفارط بالبرلمان بأريحية مطلقة

لم تغير من موقف الاتحاد العام التونسي للشغل الذي مازال يتمسك بالرغم من هذه التطورات والمستجدات بتغيير الحكومة من منطلق أن عناصر فشلها مازالت قائمة، فنجاح الشاهد في الاختبار أي مرور وزير الداخلية والعودة إلى قنوات التفاوض في الملف الاجتماعي لا يعنيان أنه قد تخلى عن موقفه الداعي لرحيلها، فحلّ الأزمة السياسية التي ازدادت وستزداد تعقيدا لا يكون إلا برحيل الحكومة والإسراع في تنفيذ الإصلاحات الكبرى المتضمنة في وثيقة قرطاج 2.

العشرات من اللقاءات عقدها الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي مع عدد من رؤساء الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والهياكل والهدف هو إقناع الأطراف التي التقى معها بالاصطفاف معه من أجل رحيل الشاهد ليختار فيما بعد انتظار ما سيؤول الصراع القائم بين رئيس الحكومة والمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي أو تدخل رئيس الجمهورية لحلّ هذه الأزمة ولكن مازال الوضع على حاله بالرغم من اللقاء السباعي الذي عقد بقصر قرطاج وجمع كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ورئيس منظمة الأعراف والأمين العام لاتحاد الشغل ورئيس حركة النهضة والمدير التنفيذي لحركة نداء تونس ومدير الديوان الرئاسي.

«الاتحاد لا يتلون كالحرباء»
الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أكد لـ«المغرب» أن الاتحاد له مبادئ وثوابت وخطابه واضح، فهو لا يتلون كالحرباء، مشددا على أن موقفه لم يتغير والاتحاد لم يدخل في «معمعة» تعيين الوزير من عدمه ولا في منحه الثقة من عدمها، فهذه المسألة قد اختارها رئيس الحكومة والأحزاب السياسية وبالنسبة للاتحاد فإن كل طرف يتحمل مسؤوليته في ذلك، وبين أن تعيين وزير الداخلية لا يعني للاتحاد أن حكومة يوسف الشاهد لم تعد فاشلة وأنها أصبحت مقبولة و«عفا الله عما سلف» وهذا ليس صحيحا، فعناصر الفشل مازالت قائمة وشروط التغيير الجذري للحكومة كاملة مازالت قائمة هي الأخرى إضافة إلى ذلك فإن الأزمة مازالت ستتعقد أكثر.

وضع سياسي متعفن
كما أوضح سامي الطاهري أن ظروف جلسة منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي كانت مثالا ساطعا على أن الوضع السياسي في البلاد متعفن، وبالتالي فإن الاتحاد سيواصل الدفاع عن موقفه، فالوضع بالنسبة له لم ولن يتغير، وأكد أن الاتفاق الأخير الممضى بين الحكومة والاتحاد ليست له أي علاقة بالأزمة، فالاتفاق يأتي في إطار مسار اجتماعي ولا يحلّ قضية سياسية، وما يمكن التأكيد عليه هو أن موقف الاتحاد لم يتغير والشروط التي تؤكد فشل الحكومة مازالت قائمة الذات، فالأزمة مازالت متواصلة والوضع الاقتصادي مازال مترديا مع تفاقم الاحتقان الاجتماعي. وبالنسبة إلى الأرقام والمؤشرات التي قدمها رئيس الحكومة خلال جلسة منح الثقة والتي تشير إلى تحسن الأوضاع، قال الطاهري إن عدة أطراف قد كذبت هذه الأرقام وأثبتت أنه يقوم بمغالطة الشعب.
الأيام القادمة ستشهد العديد من التطورات سواء على مستوى الحكومة، حيث أنه وحسب تصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فإنه يعتقد بان رئيس الحكومة سيجري تغييرا في 5 أو6 وزارات بعد استشارة رئيس الدولة، والاكتفاء بتغيير وزاري في حده الأدنى وذلك حرصا على استقرار تونس، أو على مستوى الأحزاب التي تشهد صراعات داخلية واختلافات في المواقف بين كتلتها البرلمانية والقيادة المركزية لاسيما نداء تونس وآفاق تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115