في ميكروفيزيا التوازنات السياسية II - الشمال الشرقي: تقدم واضح للمستقلين والنداء ينهار في معاقله التقليدية

يتكون الشمال الشرقي التونسي من ثلاث ولايات (بنزرت وزغوان ونابل) ومن أربع دوائر انتخابية (بنزرت وزغوان ونابل 1ونابل 2) وقد

تقدمت في هذه الجهة 329 قائمة للتنافس على 53 بلدية: 17 ببنزرت و8 بزغوان و16 بنابل1 و12 بنابل 2 مع العلم أنه قد أسند لهذه الجهة 1092 مقعدا: 366 ببنزرت و156 بزغوان و318 بنابل1 و252 بنابل 2 ولقد سجلنا اجمالا تقدما واضحا للمستقلين الذين فازوا بـ 22 رئاسة مجلس بلدي 16 للنهضة و 12 للنداء مع الملاحظة بأن مجلسين بلديين لم يتم تركيزهما بصفة قانونية الأول بجبل الوسط من ولاية زغوان والثاني بمنزل تميم بدائرة نابل 1.

في تشريعية 2014 تقدمت حركة نداء تونس على حركة النهضة في هذه الدوائر الأربع للشمال الشرقي. ولئن كان تقدمهانسبيا في بنزرت وفي حدود المعدلات الوطنية للحزبين آنذاك (36،90 ٪) للنداء مقابل (28،13 ٪) للنهضة فإن الفارق بين الحزبين أوضح في زغوان (35،19 ٪ للنداء مقابل 22،64 ٪ للنهضة).
أما في دائرتي نابل فقد كان الانتصار الندائي ساحقا: 50 ٪ في نابل 1 و 51،4 ٪ في نابل 2 بينما لم تتجاوز الحركة الاسلامية في الدائرتين عتبة 20 ٪ (19،91 ٪ في نابل 1 و 19،99 ٪ في نابل 2).
في بلديات 2018 تغيرت التوازنات بصفة هامة: ففي بنزرت تقدمت النهضة على النداء بـ 14 نقطة (34.22 ٪ مقابل 20،0 ٪) وفي دائرتي نابل أصبح الحزبان متعادلين لا بارتفاع نسبة التصويت للنهضة بل بانهيار القوة الانتخابية للنداء، اذ تحصلت النهضة في دائرتي نابل على التوالي على 24،59 ٪ و 21،52 ٪ بينما اكتفى النداء بـ 22،67 ٪ و 21،52 ٪.
في زغوان حافظ النداء علىتقدم طفيف على الحركة الاسلامية ولكن الحزبين نزلا تحت عتبة 20 ٪ (19،45 ٪ للنداء و 17،16 ٪ للنهضة).
فالنهضة تفوقت في بنزرت والنداء أنقذ ماء الوجه في نابل الأول بحكم حسن نسجه للتحالفات بينما آلت الغلبة بوضوح للمستقلين في زغوان وفي نابل 2 مع بلدية واحدة خرجت عن سيطرة هذا الثالوث (النهضة والنداء والمستقلون) كانت بلدية منزل عبد الرحمان ببنزرت والتي آلت الى التيار الديمقراطي.

• بنزرت:
النهضة تستعيد معاقلها


• في الحشاشنة: المستقلة الوحيدة التي ترأست بلدية
لم يتحمس كثيرا أهالي بنزرت للتحول الى صناديق الاقتراع يوم الأحد 6 ماي 2018 اذ سجلنا نسبة تصويت اجمالية دون المعدل الوطني بأكثر من خمس نقاط (31،07 ٪) وكانت أضعف نسبة تصويت في بلدية غزالة بـ 21،40 ٪ في حين كانت بلدية عوسجة هي الوحيدة التي صوت فيها أكثر من نصف المسجلين (50،86 ٪).
وما يميز دائرة ولاية بنزرت في هذه الانتخابات هو احتضانها للمرأة المستقلة الوحيدة التي تمكنت من رئاسة مجلس بلدي وهي السيدة ثريا السعيداني بالحشاشنة، كما أن التيار الديمقراطي الذي لم يقدم إلا قائمة واحدة في الولاية (منزل عبد الرحمان) قد تمكن من الفوز برئاسة بلديتها رغم تأخره الواضح عن مرشحة حركة النهضة (20،40 ٪ للتيار الديمقراطي مقابل 31،74 ٪ للنهضة).
تتكون دائرة بنزرت من 17 بلدية فازت النهضة بأكثر من نصف رئاسة مجالسها البلدية (9) وحصد المستقلون أربعا واكتفى النداء بثلاث بينما آلت بلدية منزل عبد الرحمان الى التيار الديمقراطي.
في تشريعية 2014 تقدمت حركة نداء تونس على النهضة ولكن انتصار الندائيين على وضوحه لم يكن كاسحا آنذاك اذ حقق الحزب الفائز في انتخابات 2014 36،90 ٪ من الأصوات مقابل 28،13 ٪ للنهضة.. أي أن الحركة الاسلامية تمكنت من الصمود في ولاية بنزرت سنة 2014 وذلك لأن لديها فيها بعض المعاقل فلقد حققت فيها في انتخابات التأسيسي في 2011 نتيجة هامة (40،99 ٪) تجاوزت معدلها الوطني بأربع نقاط كاملة.
في 2014 ورغم هزيمتها الاجمالية في ولاية بنزرت فقد تمكنت من التقدم على النداء في معتمديتي العالية وغار الملح ونافست بجدية النداء في مدينتي بنزرت وجرزونة.
في بلديات 2018 فازت النهضة كما أسلفنا بـ 9 بلديات من أصل 17 ولكنها جاءت كالقائمة الأولى في 10 بلديات.
لقد خسرت النهضة بلديتي رأس الجبل والحشاشنة ومنزل عبد الرحمان رغم تقدمها على مستوى نسبة التصويت فآلت الرئاسة في الأوليين لقائمتين مستقلتين وفاز التيار الديمقراطي بالثالثة بينما تأخرت النهضة على النداء في بلدية سجنان وعلى قائمة مستقلة في ماتلين ولكنها تمكنت من الفوز برئاستيهما.
وسوف نرى في عدة دوائر انتخابية مثل ما نلاحظه في ولاية بنزرت فالقائمة الأولى على مستوى نسبة التصويت ليست دوما هي التي تفوز برئاسة المجلس البلدي.
نفس هذه «المغامرة» حصلت كذلك مع قائمات النداء اذ تقدمت على مستوى التصويت في أربع بلديات: سجنان وماطر وغزالة وجومين ولكنها لم تفز بالرئاسة إلا في ماطر وغزالة بينما تأخرت على النهضة في سجنان، كما أسلفنا، ورغم ذلك آلت اليها رئاسة المجلس البلدي... فالحاصل بين التقدم في التصويت والرئاسة كان سلبيا للنهضة (10 مقابل 9) وللنداء (4 مقابل 3) بينما أصبح ايجابيا للقائمات المستقلة (3 مقابل 4) وأخيرا للتيار الديمقراطي الذي لم يتقدم إلا في بلدية منزل عبد الرحمان من اجمالي كل بلديات بنزرت ولم يحصل فيها إلا على 20،40 ٪ من الأصوات وعلى 4 مقاعد من جملة 18 إلا أنه تفوق على النهضة التي حصلت على 31،74 ٪ من الأصوات وعلى 6 مقاعد ولكن يبدو أن بقية القائمات، وكلها قائمات حزبية أو ائتلافية، من الاتحاد المدني (3 مقاعد) الى نداء تونس (3 مقاعد) مرورا بالجبهة الشعبية (مقعدان) قد فضلت التصويت لمرشحة التيار الديمقراطي مروى الدريدي على حساب النهضوية هيام اسحاق.
تبين النتائج التفصيلية للنهضة والنداء في البلديات السبع عشرة لولاية بنزرت بأن جلّ المعاقل الندائية في انتخابات 2014 قد اضمحلت اذ لم تتجاوز عتبة 40 ٪ إلا في بلدية ماطر 40،34 ٪ بينما نجد 10 بلديات دون سقف 20 ٪ بل ونزل النداء تحت 10 ٪ في بلدية منزل جميل (9،96 ٪).
في المقابل نزلت حركة النهضة تحت 20 ٪ في بلديتين فقط: أوتيك (٪18،57) وجومين (12،91 ٪) ولكنها تجاوزت نصف الأصوات في ثلاث بلديات: غار الملح (57،04 ٪) ورفراف (59،96 ٪) وكان الرقم القياسي في العالية بـ 63،50 ٪.

• رغم تقدم أكثر من 30 قائمة مستقلة (لقد أدرجنا ضمن القائمات المستقلة بعض القائمات الائتلافية غير الحاملة لأفق سياسي واضح) ولكن ثماني قائمات فقط تجاوزت عتبة 20 ٪ من الأصوات مع امتياز خاص لقائمة الأمل التي فازت برئاسة بلدية عوسجة بنسبة تصويت مرتفعة جدا (47،74 ٪) مع العلم أن قائمة الأجيال والتي فازت رئيستها برئاسة المجلس البلدي للحشاشنة لم تحصل إلا على 13،19 ٪ من الأصوات.

• باستثناء النداء والنهضة تقدمت 28 قائمة حزبية وائتلافية في مختلف بلديات ولاية بنزرت وقد كانت الأولوية الكمية لكل من الجبهة الشعبية بست قائمات ومشروع تونس وآفاق تونس بخمس قائمات لكليهما وأربع قائمات للاتحاد المدني.
لقد فاز حزب واحد برئاسة مجلس بلدي في ولاية بنزرت وهو التيار الديمقراطي الذي تقدم في بلدية وحيدة (منزل عبد الرحمان) وهكذا كانت فاعليته تامة وكاملة ولكن الأحزاب الأخرى حققت نتائج هامة نذكر منها مشروع تونس الذي حقق 20،42 ٪ من الأصوات في غزالة وآفاق تونس الذي أنجز أفضل النتائج لأحزاب المعارضة بتحقيقه 17،52 ٪ في سجنان و 19،60 ٪ في غزالة وخاصة بـ 24،47 ٪ بغار الملح وهذا ما سمح له باحراز 11 مقعدا في هذه البلديات..
حقق الاتحاد المدني بدوره نتائج طيبة: 17،51 ٪ في مديـنة بنـزرت و18،95 ٪ بمنزل عبد الرحمان.
أما نتائج الجبهة الشعبية فكانت متواضعة في مجملها تراوحت بين 1.59 ٪ في جومين إلى 11،59 ٪ في سجنان.
حراك تونس الارادة تقدم فقط في بلدية رأس الجبل وتمكن من تحقيق نتيجة مهمة (16،83 ٪).
أما نتائج بقية القائمات الحزبية فكانت متواضعة للغاية وكانت كلها تحت عتبة 10 ٪.

• زغوان:
فوز ساحق للمستقلين


• بلدية وحيدة للنداء ولا شيء للنهضة
• تعذر تنصيب المجلس البلدي بجبل الوسط
تتكون ولاية زغوان من 8 بلديات تم تنصيب 7 مجالس بلدية واستحال ذلك في بلدية جبل الوسط.
وقد فاز المستقلون برئاسة 6 بلديات فيما الت بلدية الزريبة الى نداء تونس وبقيت حركة النهضة دون أية رئاسة، والحركة لن تتمكن من التدارك حتى مع تنصيب مجلس بلدية جبل الوسط اذ لم تحصل قائمتها هناك إلا على 5٫14 ٪ من الأصوات وهكذا تكون زغوان هي الدائرة الانتخابية الوحيدة بين الدوائر السبع والعشرين للجمهورية والتي لم تحصل فيها النهضة ولو على رئاسة بلدية واحدة.
تقدمت في ولاية زغوان 62 قائمة للتنافس على 156 مقعدا وكانت نسبة المشاركة في التصويت مرتفعة نسبيا اذ تجاوزت المعدل الوطني بسبع نقاط (42،56 ٪) وقد سجلنا أعلى نسبة اقبال في بلدية جبل الوسط (63،10 ٪) بينما كانت أدناها في بلدية الفحص (34،30 ٪).

• رغم التقدم النسبي لحركة نداء تونس على حركة النهضة على مستوى كامل ولاية زغوان (19،45 ٪ مقابل ٪17،16) ولكن مسلسل التراجع الانتخابي الكبير للنداء يتواصل في زغوان كذلك وبنسب تكاد تساوي المستويات الوطنية.
في تشريعية 2014 تحصل نداء تونس على 35،19 ٪ من أصوات ولاية زغوان فيما تحصلت حركة النهضة على 22،64 ٪ بعد ثلاث سنوات ونصف وبمناسبة بلديات ماي 2018 نزلت نسبة التصويت للحزبين دون عتبة 20 ٪: 19،45 ٪ للنداء و 17،16 ٪ للنهضة.
رغم هذا التراجع الكبير للنداء فإنه تمكن رغم ذلك من الحصول على المرتبة الأولى في نسبة التصويت في 3 بلديات زغوان وهي الزريبة (31،88 ٪) والتي فاز النداء برئاسة مجلسها البلدي والفحص (21،11 ٪) والناظور (21،33 ٪) بينما لم تتقدم حركة النهضة إلا في بلدية واحدة وهي بئر مشارڤة والتي حصلت فيها الحركة الاسلامية على 23،14 ٪) ولكن هذا لم يكن كافيا للفوز برئاسة مجلسها.
لم تتجاوز النهضة عتبة 20 ٪ إلا في بلديتين فقط وهما الزريبة وبئر مشارڤة وكانت أسوأ نتائجها في جبل الوسط بـ5،14 ٪ أما النداء فكانت أفضل نتائجه في الزريبة التي فاز ببلديتها وتجاوز 20 ٪ في الفحص والناظور وصواف وكانت أسوأ نتائجه في جبل الوسط (4،14 ٪) والتي لم يتمكن فيها من احراز أي مقعد..

• تمثل بلدية جبل الوسط حالة فريدة من نوعها اذ صوت المواطنون بكثافة لانتخاب مجلسها البلدي المتكون من 12 عضوا (63،10 ٪) وتحصلت فيها القائمة المستقلة «وردة جبل الوسط» على 49،17 ٪ من الأصوات وعلى نصف المقاعد (6) ولكن رئيس القائمة سفيان الجلاصي قدّم استقالته قبل انعقاد جلسة تنصيب المجلس البلدي ويبدو أن ذلك كان ناجما عن شرط التفرغ لرئاسة البلدية وأراد السيد منير بن خذر، وهو السابع في هذه القائمة، أداء اليمين في الجلسة باعتباره معوضا لرئيس القائمة المستقيل ولكن رئيس المحكمة الابتدائية بزغوان رفض هذا باعتبار عدم وجود اسم المعني بالأمر في قائمة المطالبين بأداء اليمين مما أدخل حالة من الفوضى والاضطراب خاصة وأنه لا يوجد نص قانوني واضح وبات في مجلة الجماعات المحلية فتم تأجيل التنصيب إلى أجل لم يحدد بعد..

• في أربع بلديات كان رئيس البلدية هو رئيس القائمة الأولى في نسبة التصويت ولكن في بئر المشارڤة فازت بالرئاسة القائمة الثانية وفي الفحص القائمة الرابعة والناظور الخامسة وفي بئر المشارڤة السادسة وهذا نادرا ما يحصل. فالسيد حسين الهمادي رئيس القائمة المستقلة «قطار التنمية» تحصل على 10،71 ٪ من الأصوات وعلى مقعدين فقط من جملة 18 مقعدا ورغم ذلك تمكن من نسج التحالفات الضرورية للفوز برئاسة المجلس البلدي.

• لم تتمكن بقية القائمات الحزبية والائتلافية من استغلال الضعف الكبير للنهضة وللنداء في ولاية زغوان بل كان مردودها ضعيفا للغاية اذ تجاوزت قائمتان فقط عتبة 5٪ في كامل ال،لاية وهما قائمة الجبهة الشعبية ببلدية الفحص بـ 6،66 ٪ من الأصوات وقائمة تونس أولا بنفس البلدية 5،89 ٪.

• ضعف نتائج النداء والنهضة مع هزال نتائج بقية الأحزاب والائتلافات جعل من ولاية زغوان ولاية القائمات المستقلة في كل بلدية نجد أن هذه النسبة قد تجاوزت النصف في 6 بلديات ونزلت دونه فقط في الزريبة (39،79٪) وفي الفحص (47،58 ٪) بينما وصلت نسبة القائمات المستقلة الى أكثر من 60 ٪ في كل من الناظور وبئر المشارڤة وبلغت 72،86٪ في العمايم وحققت رقما قياسيا في جبل الوسط بـ 86،62 ٪.
في بلديات 2018 لم تفقد زغوان ثقتها فحسب في حزبي النهضة والنداء بل وفي كل الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة وفضلت التصويت بكثافة للقائمات المتواجدة على على الساحة وفضلت التصويت بكثافة للقائمات المستقلة وبقي أن نتابع في المستقبل هل نحن أمام أزمة ثقة عابرة أم دائمة في المشهد الحزبي في الولاية.

• في زغوان غاب التناصف كليا عن رؤساء البلديات اذ كان المنتخبون السبعة كلهم رجال في انتظار استكمال تنصيب المجلس البلدي بجبل الوسط أما النداء والنهضة فقد قدم كل حزب منهما لرئاسة قائماته 9 نساء و 4 رجال مما يؤكد أن قيادة الحزبين قد ألزمت كل دائرة انتخابية بايجاد التناصف الأفقي الضروري بين مختلف قائماتها.

 

• نابل 1:
رغم تراجعهم الكبير النداء يتمكن من حصد رئاسة ست بلديات


تتكون دائرة نابل 1 من 16 بلدية وتقدمت فيها 97 قائمة للتنافس على 318 مقعدا. وقد كانت نسبة المشاركة الجماية مرتفعة الى حدّ ما بـ 41،63 ٪ أي بأكثر من ستة نقاط من المعدل الوطني وقد استحال الى حدّ الآن تنصيب المجلس البلدي بمنزل تميم فيما آلت رئاسة البقية الى النداء (6) فالنهضة (5) ثم المستقلين (4).

• في تشريعية 2014 حقق النداء ثم المستقلين فوزا ساحقا على النهضة اذ صوت آنذاك لقائمته 73739 ناخبة وناخب بنسبة 50 ٪ من جملة أصوات الدائرة البلدية بينما صوت 29368 للحركة الاسلامية والتي تحصلت بفضل ذلك على 19،91 ٪ من الأصوات.

في بلديات 2018 خسر النداء أكثر نت خمسين ألف ناخب ولم يحقق إلا 22،67٪ خاسرا بذلك أكثر من نصف وزنه الانتخابي، ولم يكفه ذلك بل تقدم عليه حليفه/غريمه الذي فقد بدوره أكثر من ثمانية ألف صوت ولكنه حقق تقدما طفيفا في مستوى وزنه الانتخابي بتحصيله 23،59 من الأصوات.
حالة شبه التعادل بين النداء والنهضة ملاحظها في نابل 1 في التسابق والتلاحق بين الحزبين، اذ تفوق النداء على النهضة في 8 بلديات وحصل العكس في 8 بلديات كذلك.. ولكن وجد النداء فضاء أوسع لنسج تحالفات مكنه من الفوز بست بلديات فيما فازت النهضة بخمس بلديات فقط.
حقق النداء أفضل نتائجه في تازركة (61،62 ٪) وأزمور (63،77 ٪) حيث فاز فيهما بالأغلبية المطلقة مقابل انهيار كلي في المعمورة (4،94 ٪).
أما النهضة فكانت أفضل نتائجها في حمام الأغزاز (42،72٪) وأسوأها في دار علوش (8،26٪).

• لم تفز بقية الأحزاب والائتلافات السياسية بأية رئاسة مجلس بلدي ولكن رغم ذلك حققت بعض الأحزاب نتائج مهمة.
تقدم الحزب الدستوري الحر في ثلاثة دوائر بلدية وتجاوز فيها كلها عتبة 10٪ وكانت أفضل نتائجه في منزل تميم بـ 15،34٪.
وتقدمت الجبهة الشعبية في خمسة بلديات تجاوزت في ثلاثة منها عتبة 10٪ وحققت 17،03٪ في الهوارية.
وتقدم التيار الديمقراطي في ثلاثة دوائر تجاوز في واحدة فقط عتبة 10٪ وهي قربة بـ 17،71٪.
أما مشروع تونس فقد تقدم بدوره في 3 بلديات وتجاوز 10٪ في اثنتين منها وهي قربة بـ 11،59٪ ودار علوش بـ 14،12٪.
تمكن الحزب الاشتراكي في الدائرة الوحيدة التي تقدم فيها تزغران بوكريم زاوية المڤايز من تحقيق 13،11٪ من الأصوات.
ولم تتمكن بقية الأحزاب والائتلافات من تحقيق نتائج ممثالة ونقصد هنا بالذات الاتحاد المدني وآفاق تونس وحراك تونس الارادة.
• نعتقد ان النتائج العامة التي حققتها الأحزاب التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة هي التي حرمت القائمات المستقلة من استغلال الضعف النسبي للنداء والنهضة فاكتفت فقط برئاسة أربعة بلديات وهي المعمورة وقربة وقليبية ودار علوش.
• نسبة المشاركة في نابل 1 كانت مرتفعة نسبيا كما أسلفنا بـ 41،63٪ أي أكثر من ست نقاط مقارنة بالمعدل الوطني وقد تجاوزت كل من دار علوش والمعمورة والصمعة وتازركة عتنبة 50٪ وكانت النسبة القصوى في دار علوش بـ 68،16٪ أما أدنى نسبة مشاركة فكانت في الهوارية بـ30،34٪.
• لم تفز برئاسة البلديات الا ثلاثة نساء: اثنتان منهما من النداء والثالثة من النهضة.
قدمت النهضة لرئاسة قائماتها في نابل 1 9 رجال و 7 نساء ونفس الحال كان مع النداء وسوف نرى عند دراستنا لدائرة نابل 2 أن التناصف حاصل للنهضة على مستوى الولاية بأسرها في حين قدم النداء، اجمالا، 15 امرأة و 13 رجل.

• نابل 2:
8 بلديات للمستقلين وبلديتان لكل من النداء والنهضة


تتكون دائرة نابل 2 من 12 بلدية تقدمت لها 81 قائمة للتنافس على 252 مقعدا.
نسبة المشاركة كانت فوق المعدل الوطني بثلاث نقاط ونصف (39،04٪).
في نابل 2 فازت القائمات المستقلة بثلثي رئاسة المجالس البلدية (8 على 12) فيما آلت بلديتين لكل من النداء والنهضج.
امرأة وحيدة في نابل 2 فازت برئاسة بلدية وهي السيدة فاطمة بن منصور رئيسة قائمة النداء ببوعرقوب.

• في نابل 2 كما في نابل 1 خسر النداء أكثر من صف قوته الانتخابية اذ انتقل من 51،40٪ في تشريعية 2014 الى 21،23٪ في بلديات 2018 كما خسر النداء ثلاثة أرباع المصوتين له (من 60247 الى 14393) بينما حسنت النهضة، نسبيا من حضورها الانتخابي اذ انتقلت من 19،99٪ الى 21،52٪ رغم خسارتها لأكثر من ثمانية ألف صوت.
ورغم النتائج المتعادلة للنهضة والنداء في نابل 2 الا أن القائمات الندائية قد تقدمت على القائمات النهضوية في 8 بلديات مقابل 4 فقط للحركة الاسلامية.
والطريف في دائرة نابل 2 أن نتائج النداء والنهضة متقاربة في كل البلديات فهي اما جيدة للاثنين معا كما هو الحال في تاكلسة (28،30٪) للنهضة و 28،66٪ للنداء) ومنزل بوزلفة (26،08٪ للنهضة و26،94٪ للنداء) وفرمبالية (25،50٪ للنهضة و 30،92 ٪ للنداء) وان ساءت النتائج يكون كذلك الحزبان سيآن كما حصل في بلدية الشريفات بوشراي (5،62٪) للنهضة و 10،07 ٪ للنداء).

• فينتائج بقية الأحزاب والائتلافات الحزبية كانت متباينة، فالجبهة الشعبية التي تقدمت في ثمانية دوائر لم تتجاوز عتبة 10٪ الا في بلدية تاكلسة بـ 10،23٪ ونزلت دون عتبة 5٪ في كل من سليمان (4،85٪) والحمامات (3،33٪) والشريفات بوشراي (4،58٪).
أما التيار الديمقراطي فقد تقدم في بلدية وحيدة، قرمبالية وحقق فيها نسبة محترمة بـ 13،97٪ تماما مثل الحزب الدستوري الحر الذي تقدم فقط في منزل بوزلفة وتحصل فيها على 13،07٪..
وحدها حركة مشروع تونس حققت نتائج مهمة اذ تقدمت في 4 بلديات وحصلت على 16،26٪ بمنزل بوزلفة و 13،84٪ بالحمامات و 9،44٪ بسيدي الجديدي و 7،15٪ بسليمان ولكن في المحصلة نتائج القائمات الحزبية والائتلافية كانت متواضعة.

• وقد نتج عن الملاحظة السابقة انه استفادت القائمات المستقلة الى أقصى حدّ من تواضع نتائج كل الأحزاب السياسية ورغم أن القائمات المستقلة لم تأت في المرتبة الأولى الا في ثلاث بلديات فقط وهي قربص والشريفات بوشراي وزاوية الجديدي حيث حققت القائمة المستقلة «غدوة خير» فوزا ساحقا بحصولها على 78،08 ٪ من الأصوات.. ولكن رغم هذا تمكنت القائمات المستقلة من حبك تحالفات فيما بينها وأحيانا مع أحزاب أخرى لتحصد ثلثي البلديات (8 من أصل 12) معمقةبذلك جراح الأحزاب وخاصة نداء تونس الذي كان يعتقد أن أرض نابل هي أرض ندائية على الدوام.

• التناصف كان غائبا في رئاسة البلديات في نابل 2 حيث لم تفز الا امرأة واحدة بالرئاسة ولكنه كان محترما وزيادة عنه النهضة بـ 7 نساء و5 رجال كرؤساء للقائمات وخاصة عند النداء الذي قدم 8 نساء و 4 رجال فقط وبهذا تكون الحركة الاسلامية قد قدمت في كل ولاية نابل بدائرتيها الانتخابيتين 14 رجل و14 امرأة فيما زاد عدد الندائيات على الندائيين اذ كنّ 15 امرأة مقابل 13رجل.

يتبع
• في ميكروفيزيا التوازنات السياسية
III الشمال الغربي: تقدم للنداء وحصيلة مهمة للجبهة الشعبية

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115