تحالف سياسي جديد يطبخ بين قائد السبسي الابن ومرزوق وبلحاج وبن حسين: هل تنجح حركة نداء تونس في لـمّ شمل المنشقين عنها؟

تحالف سياسي جديد بصدد التبلور وسيجمع في البداية نداء تونس والقيادات التي انشقت عنه وكونت أحزابا جديدة، حزب محسن مرزوق

وحزب رضا بلحاج وحزب الطاهر بن حسين في انتظار استكمال المشاورات مع البقية في إشارة إلى الاتحاد الوطني الحر وحزب آفاق تونس وحزب البديل للمهدي جمعة، علما وأن الأخير قد دخل في مشاورات مع رضا بلحاج للانصهار في حزب واحد لكنه اختار التشاور لتكوين التحالف الجديد دون العودة إلى حزب المهدي جمعة، أما بالنسبة لحزب بني وطني لسعيد العائدي المنشق الرابع عن نداء تونس فقد رفض الدخول في هذا التحالف، حيث أكد العائدي في تصريحه لـ«المغرب» أنه غير معني بهذه المشاورات وأن حزبه يعمل في ديناميكية ايجابية لا يريد تحطيمها.

الناطق الرسمي باسم نداء تونس المنجي الحرباوي أكد لـ«المغرب» أن الحركة في اتصال مع بعض الأصدقاء والأحزاب السياسية من أجل تكوين ائتلاف وطني واسع يشمل في البداية كل الأحزاب التي انشقت عن نداء تونس وبعض الأحزاب الديمقراطية التقدمية الحداثية في إطار تحالف سياسي حزبي يمكن أن يكون له شكل برلماني، تحالف سيضمّ كلا من حركة نداء تونس وهي المحور الأساسي لهذا التحالف وحركة مشروع تونس وحركة تونس أولا وحزب المستقبل وربما الانتقال إلى حزب الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس والعديد من الأحزاب القريبة من تصور وتوجهات النداء، مشددا على أن المشاورات باتت في اللمسات الأخيرة ومن الممكن أن يتم في القريب الإعلان عن هذا التحالف .

جرعة جديدة
التحالف الجديد سيكون سياسيا وسيتم وفق الحرباوي الإعلان عن شكله في وقته، مشددا على أن موقف الحركة حول التغيير الحكومي مازال لم يتغير وأنها مازالت ترى نفس المصلحة الوطنية العليا التي تقتضي تغييرا شاملا وعميقا للحكومة بما فيها رئيسها على اعتبار أن الأزمة باتت اليوم مركبة، إذ انتقلت من أزمة اقتصادية حادة إلى أزمة اجتماعية مست جميع الفئات والشرائح الاجتماعية وهناك ارتفاع في الأسعار مع انهيار المقدرة الشرائية للمواطنين ونسبة تضخم عالية غير مشهودة، 7.7 بالمائة وكذلك الانهيار التاريخي للدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية الأخرى وأزمة النقص في الأدوية إضافة إلى المغالطات الكبرى في مستوى النمو الاقتصادي وستكشف المسألة عند إعداد الميزانية التكميلية وغيرها من الأسباب التي تجعل الحركة تتمسك بالتغيير الحكومي لإدخال نفس جديد وتشكيل حكومة اقتصادية بالأساس، حكومة إنقاذ، فالمطالبة بالتغيير الحكومي ليست شهوة أو رغبة بل كانت نتيجة معطيات حقيقية لا يمكن لأي طرف تفنيدها، مشيرا إلى أن أغلب الموقعين على وثيقة قرطاج يشاركون النداء في هذا الموقف باستثناء بعض الأطراف المتمسكة بالشاهد لاعتبارات سياسية خاصة. البلاد اليوم باتت في مفترق طريق ومن الضروري القيام بجرعة جديدة وصدمة اقتصادية حقيقة للانطلاق في بداية تغير جديد على جميع المستويات وفق الحرباوي، الذي شدد على أن الحركة مازالت متمسكة بذلك وسيتحقق في القريب العاجل.

مشاورات متوازية
رضا بلحاج رئيس الهيئة السياسية لحركة تونس أولا أكد لـ»المغرب» أنه على اثر التطورات الأخيرة في الساحة السياسية وانخرام التوازن في ظلّ النتائج المسجلة على مستوى الانتخابات البلدية، انطلقت النقاشات من أجل تجميع القوى التي كانت في النداء وانشقت عنه وكذلك القوى القريبة منه على غرار آفاق تونس والاتحاد الوطني الحر وبني وطني والبديل، المشاورات مازالت متواصلة معهم. وأضاف بلحاج أن مكونات النداء تقريبا متفقة وفي المقابل فإن المشاورات مع الأطراف الخارجة عن النداء متواصلة ومازالت في البداية، فالوضع في البلاد يقتضي وجود مثل هذا التقارب الذي لن يطول الإعلان عن ولادته أكثر، على أقصى تقدير موفى الشهر الجاري ومن المتوقع أن يتم اختيار تسمية معروفة. وعن مصير الاتحاد المدني باعتبار أن هذه المشاورات تجمع النداء وعددا من مكونات الاتحاد المدني، قال بلحاج إن مكونات الاتحاد هي بدورها تتشاور فيما بينها لتكوين كيان سياسي وربما قد يلتقي التحالف السياسي الجديد مع هذا الكيان، كلها تبقى مشاورات وأفكار أولية والهدف هو إنقاذ البلاد عبر تكوين قطب كبير يكون محوره الأبرز نداء تونس، مضيفا أن هذا التحالف يمكن أن يتخذ شكلا متقدما ولن يكون في شكل جبهة بمفهومها القديم بل سيكون في صيغة أكثر التصاق .

لقاءات بين رئيس الجمهورية ومرزوق وبلحاج
حزب رضا بلحاج اختار التحالف مع نداء تونس على مواصلة التشاور للانصهار مع حزب المهدي جمعة أو مواصلة التحالف صلب الاتحاد المدني الذي كان تحالفا انتخابيا من أجل الانتخابات البلدية أما بالنسبة لآفاق تونس فهو مازال مترددا وينتظر الانتهاء من تنصيب المجالس البلدية وتوضيح الخارطة السياسية والتحالفات الموجودة، وفيما يتعلق بحزب المهدي جمعة فقد أكدت بعض المصادر لـ»المغرب» أنه لم يتم التشاور معهم حول هذا التحالف والمشاورات التي يجريها رضا بلحاج، الحزب الذي كان سينصهر معه البديل، هي مشاورات انفرادية ولم يستشر فيها الحزب.
والجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد أجرى أول أمس لقاءين «سريعين» مع محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس ، ورضا بالحاج رئيس الهيئة السياسية لحركة تونس أولا، وبالرغم من عدم إصدار بلاغ رسمي من رئاسة الجمهورية حول فحوى اللقاء الذي كان بطلب من مرزوق وبالحاج» باعتباره لقاء غير رسمي» إلا أن الأخبار تقول بأنه تم التطرق إلى ما تشهده الآن الساحة السياسية من تأزم والحديث عن ضرورة تفعيل الفصل 99 من الدستور والتحالف السياسي الجديد المزمع القيام به والذي هو عبارة عن محاولة للم شمل المنشقين عن النداء وعودتهم من جديد، وقد كتب محسن مرزوق بخصوص اللقاء على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الآن، لا بدّ من البناء لمرحلة جديدة على أسس صلبة وواضحة حتى لا تُعاد أخطاء الماضي ولكي ترى البلاد الضوء في آخر النفق» .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115