مبادرات تطبخ لإزاحة الشاهد: الطبوبي يواصل لقاءاته ويستثني النهضة والمبادرة والنداء يسعى إلى تكوين ائتلاف وطني واسع للإنقاذ

حركية غير مسبوقة تشهدها الساحة السياسية خلال هذه الفترة وخاصة بعد تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2

وذلك بسبب الخلاف الحاصل حول النقطة 64 المتعلقة ببقاء يوسف الشاهد من عدمه، اجتماعات، لقاءات، دعوات، مبادرات، تصريحات، انتقادات، حرب كلامية، وكل طرف يتمسك بموقفه ويدافع عنه، فمن جهة نجد اتحاد الشغل بصدد القيام بعديد اللقاءات مع الفاعلين السياسيين من أجل التشديد على ضرورة تغيير الشاهد وآخرها كان يوم أمس مع وفد من حركة مشروع تونس وحزب التيار الديمقراطي، وفي المقابل نجد حركة النهضة مازالت متمسكة بالشاهد من منطلق الاستقرار السياسي، أما نداء تونس فمازال متمسكا بإزاحة الشاهد ويجري مشاورات مع عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية من أجل تكوين ائتلاف وطني واسع للإنقاذ.
مسألة تغيير الشاهد باتت بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل مسألة حياة أو موت ولا بدّ من التغيير اليوم قبل الغد، فحالة البلاد لم تعد تحتمل الانتظار وتمديد الوقت ليس في صالحها، فهذه الحكومة بالنسبة له لم يعد لديها ما تقدمه للبلاد واستنفدت كل إمكانياتها وأخذت فرصتها ولكن لم تحسن استغلالها، موقف يحاول أمينه العام نور الدين الطبوبي التأكيد عليه في كل لقاء وفي كل تصريح، فالطبوبي يعمل من خلال سلسلة اللقاءات والمشاورات التي يقوم بها مع مختلف الأطراف السياسية على إطلاق مبادرة للتحرك الجماعي من أجل أن يتم تغيير الحكومة في أقرب وقت.

لقاءات مستمرة
لاتزال اللقاءات التي انطلق الطبوبي منذ أيام في إجرائها مع مختلف الأطراف متواصلة إلى ما بعد العيد، لقاءات استثنى منها حركة النهضة وحزب المبادرة لتمسكهما ببقاء الشاهد والاكتفاء بتحوير جزئي، فبعد أن التقى كلا من حركة الشعب ورئيسة اتحاد المرأة راضية الجربي ورئيس منظمة الفلاحين عبد المجيد الزار وعميد المحامين عامر المحرزي ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم، التقى يوم أمس وفدا عن حزب التيار الديمقراطي يتقدمه الأمين العام غازي الشواشي وكذلك وفدا عن حركة مشروع تونس يتقدمه محسن مرزوق الأمين العام للحركة، لقاءات تمّ خلالها استعراض الوضع الصعب الذي تمر به البلاد وكيفية تجاوز الصعوبات التي شلت العمل الحكومي والعمل في البلاد وتمّ التأكيد على أهمية الإسراع بإيجاد الحلول الضرورية والسريعة لإخراج البلاد من أزمتها.

تمّ وفق تصريحات بعض الأطراف التي التقت الطبوبي الاتفاق على مزيد توسيع دائرة المشاورات وتحليل الحالة وتقديم المقترحات مع استمرار التشاور إلى حين تقديم مبادرة ممكنة لحلحلة الأزمة، فاتحاد الشغل مازال مصرا على أنه لم يعد ملزما بالنقاش والتفاوض طالما لم يقع تغيير الحكومة، وحسب تصريح سابق للأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري لـ«المغرب» أن رئيس الجمهورية قد أكد في اللقاء الأخير الذي تمّ بينه وبين الأمين العام أنه مقتنع بالتغيير الحكومي، رافضا تقديم مزيد التفاصيل، قائلا إن الأمور ستتوضح في الأيام القادمة.

مسألة وطنية
نداء تونس هو الآخر متمسك بإزاحة الشاهد وقد انطلق في مشاورات مع عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية من أجل تكوين ائتلاف وطني واسع للإنقاذ، وقد أكد الناطق الرسمي باسم نداء تونس المنجي الحرباوي لـ«المغرب» أن البلاد في حاجة اليوم إلى وفاق وطني واسع وقد انطلق النداء في ذلك عبر القيام بمشاورات مع عدة أطراف فاعلة في الساحة من أجل تكوين ائتلاف وطني واسع لتجاوز الوضع المتأزم على جميع المستويات خاصة الاقتصادي والمؤشرات «المفزعة» خير دليل على ذلك، فهي مؤشرات تنبئ بخطر كبير، مشيرا إلى أن المشاورات مازالت متواصلة، وشدد من جهة أخرى أن تمسكهم بتغيير الشاهد لا يتعلق بمسألة شخصية بقدر ما هي مسألة وطنية تأتي في إطار البحث عن حل للأزمة والوفاق الواسع الموجود في وثيقة قرطاج 2. كما أشار من جهة أخرى إلى أن مسألة تجميد عضوية الشاهد من الحزب غير مطروحة حاليا على مستوى الحركة بل فقط ما يطرح القيام بتحوير وزاري شامل. هذا وقال الحرباوي بخصوص الدعوة لتفعيل الفصل 99 من الدستور أن « لنا ثقة في رئيس الجمهورية وقدرته على حلّ الأزمة من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية والدعوات لتفعيل الفصل 99 من الدستور لا معنى لها، دعوات تريد أن تقحم رئيس الدولة في الأزمة الحاصلة اليوم والتي هي أزمة اتفاق وطني ولا تستوجب التدخل أو فرض تدخله».

الاستقرار الحكومي
في المقابل نجد حركة النهضة مازالت متمسكة بدعم الشاهد، وقد أكد ناطقها الرسمي عماد الخميري لـ«المغرب» أن المخرج الأساسي من هذا المأزق الذي تعيشه البلاد اليوم هو إعادة استئناف الحوار بين الشركاء السياسيين والاجتماعيين لأن المقاربة تقوم على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار الحكومي وهذه الآلية هي الضامنة للخروج من تعليق الحوار في وثيقة قرطاج 2 . وبين أن الحوار الثنائي مازال متواصلا معربا عن أمله في العودة السريعة بين الشركاء. وشدد على أن النهضة مازالت متشبثة بالاستقرار الحكومي بما فيه بقاء يوسف الشاهد على رأس هذه الحكومة لتنفيذ الالتزامات المتضمنة في وثيقة قرطاج 2، (63 ) نقطة، للخروج من الوضع الاقتصادي الصعب وإعادة التوازنات المالية للدولة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115