اضطراب في استئناف الدروس في المؤسسات التربوية الثانوية: التلاميذ يحتجون ضدّ تخصيص أسبوع العطلة لتدارك الساعات الضائعة

لا تزال الأنظار كلها مشدودة نحو أزمة قطاع التعليم الثانوي وكابوس سنة بيضاء

مازال يخيم على السنة الدراسية بالرغم من مساعي المركزية النقابية للتهدئة والجلوس إلى طاولة التفاوض بدعوة الهيئة الإدارية الوطنية إلى استئناف الدروس وتسليم الأعداد إلى الإدارة لكن الجامعة العامة للتعليم الثانوي قررت فقط تعليق قرار تعليق الدروس مع مواصلة حجب الأعداد، الأمر الذي أعاد بالملف إلى نقطة الصفر وإلغاء الجلسة التفاوضية التي كانت مقررة أول أمس، علما وأنه حسب بعض المصادر النقابية فإن هذه الجلسة قد تعقد نهاية الأسبوع الجاري وتكوين لجنة تضمّ وفدا عن الحكومة ووفدا عن اتحاد الشغل وبالتحديد عن الجامعة العامة للتعليم الثانوي بإشراف أحد أعضاء المكتب التنفيذي للمركزية النقابية.

لئن عبرت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ عن ارتياحها لاستئناف الدروس بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بعد استجابة المدرسين لقرار لقاء الجهات الصادر عن الجامعة العامة للتعليم الثانوي أول أمس، فإن عددا من التلاميذ رفضوا الالتحاق بمقاعد الدراسة احتجاجا على مقترح الجامعة المتمثل في تنظيم دروس تدارك في أسبوع العطلة المدرسية التي ستنطلق الأسبوع القادم، وهددوا بالتصعيد في صورة تمّ القبول بذلك، مع الإشارة إلى أن الجامعة العامة للتعليم الثانوي قد اقترحت هذه المسألة لعدم المساس بأجور المربين.

وزارة التربية تحسم...
شهدت العديد من المعاهد والإعداديات في جلّ الجهات اضطرابا في استئناف الدروس بعد دعوة الجامعة العامة للتعليم الثانوي، وهذه المرة ليس من قبل الأساتذة بل التلاميذ الذين رفضوا مقترح إلغاء عطلة الأسبوع المقبل ورغم سعي الإطار التربوي ومديري المؤسسات التربوية لإقناعهم بالالتحاق بأقسامهم إلا أنهم تمسكوا بموقفهم، وليس التلاميذ فقط من رفضوا إلغاء العطلة بل كذلك النقابة العامة لموظفي وزارة التربية، حيث أكد كاتبها العام لمجد حامد في تصريحات إعلامية أن قرارات الجامعة العامة للتعليم الثانوي لا تلزم أبدا إداريي وموظفي قطاع التربية وهم ملتزمون بالعطلة المدرسية المقررة الأسبوع القادم، مشددا على أن النقابة لا تلتزم إلا بقرارات الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل وأنه لم تتم استشارتهم في موضوع العمل خلال الأسبوع المقبل . هذا وأكد لسعد اليعقوبي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» رفض وزارة التربية مقترح لقاء الجهات التخلي عن أسبوع العطلة وتخصيصه لتدارك الساعات الضائعة، حيث قال «أن يرفض بعض التلاميذ الدراسة في العطلة فهذا يمكن فهمه رغم أن طلب لقاء الجهات هو مقترح ورفضته الوزارة أما أن يعبر الآخرون عن رفضهم وهم يعلمون أن الموضوع حسم بعد إقرار الوزارة بأن الأسبوع القادم هو عطلة فهو ما لم استطع فهمه».

العطلة محددة من بداية السنة
لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية بمجلس نواب الشعب بدورها وحسب ما جاء على لسان رئيسها طارق البراق أكدت أنه من حق أعوان وإطارات وموظفي التربية التمتع بالعطلة المدرسية المحددة من بداية السنة، مشددا على أنه من الصعب أن تلزم سلطة الإشراف الموظفين بالعمل خلال أيام العطلة. هذا وأكدت مصادر نقابية لـ«المغرب» أن هناك من الأساتذة من استأنف الدروس وهناك من واصل تعليقها والعديد من التلاميذ احتجوا ضدّ مبادرة الجامعة ولهم الحق في ذلك ، مشيرا إلى أن الاتحاد يعمل على إيقاف الإضرابات العشوائية في إشارة إلى إضراب التعليم الثانوي والتي من شأنها أن تضرّ بصورة اتحاد الشغل. وأضافت مصادرنا أنه من المتوقع أن تعقد جلسة تفاوضية نهاية الأسبوع الجاري بين جامعة التعليم الثانوي بإشراف المكتب التنفيذي ووزير المالية ووزير التربية وسيتم تكوين لجنة من الحكومة وأخرى من الطرف النقابي بإشراف أمين عام مساعد إما منعم عميرة أو سمير الشفي الذي سبق وأن ترأس الهيئة الإدارية القطاعية، والسؤال المطروح كيف ستتفاعل المركزية النقابية مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي أم أن اليعقوبي سيواصل تمرده؟، فالكرة حاليا في مرمى اليعقوبي وكذلك الحكومة لإنهاء الأزمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115