الكاتب العام للاتحاد المحلي بقرقنة: الوضع مستقر و على الحكومة أن تعالج بجدية وضعية قرقنة و أهاليها

الأجواء في قرقنة تحولت من حالة الاحتقان الشديد و الغليان الاجتماعي و التصادم مع قوات الأمن التي كادت أن تؤدي إلى كارثة لا تحمد عواقبها إلى حالة من الهدوء و الفرحة عبّر عنها أهالي قرقنة بدق الطبول في شوارعها إثر تسرب خبر إطلاق سراح الموقوفين الأربعة مساء الجمعة 15 أفريل 2016

و ذلك إلى ساعة متأخرة من ليلة السبت 16 أفريل 2016 .

منذ الساعات الأولى من صباح السبت انطلقت عمليات تنظيف الشوارع من قبل الأهالي وخاصة في مواقع التصادم مع رجال الأمن و إزالة كل الحواجز من جميع الطرقات والمنافذ المؤدية من قرية إلى أخرى وخاصة بين سيدي يوسف ومليتة والعطايا.
هذه الأجواء التي اتسمت بالهدوء تنبئ بأن المناخ الاجتماعي يسير نحو التنقية وهو أمر استبشر به الأهالي و عادت بفضله الحياة إلى مجراها الطبيعي تقريبا بكامل قرى جزيرة قرقنة .

محمد علي عروس الكاتب العام للإتحاد المحلي بقرقنة
«المغرب» ولمزيد التوضيح اتصلت بالكاتب العام للإتحاد المحلي بقرقنة محمد علي عروس:
«الوضع حاليا مستقر بقرقنة وقد قام الأهالي بتنظيف الشوارع ومواقع التصادم مع البوليس وإخلاء الطريق من كل ما كان يعرقل حركة المرور ويمكن أن نقول أن المياه عادت إلى مجاريها، فالمحلات التجارية والإدارات العمومية مفتوحة، والناس في نشاطهم العادي، والمؤسسات التربوية مفتوحة.

إلا أنّ ما يمكن ملاحظته هو أننّا لم نتلق إلى حد الآن أي دعوة كإتحاد محلي للجلوس والتحاور والتفاوض لإمضاء محضر الاتفاق حول عديد المسائل التي وعدنا بها خاصة والحال أن الشركة عادت إلى عملها وإنتاجها وذلك للخروج من الوضع المتردي للجزيرة وإنهاء المشاكل التي أدت إلى حالة الاحتقان منذ خمسة عشر يوما.

كما أننا لا نعرف أيضا مآل الأربعة الموقوفين الذين تم إطلاق سراحهم من ناحية التتبعات العدلية والقضائية وهل أنّ ملفهم قد أغلق نهائيا. كل هذا يمثل خطرا في كل لحظة، وإجمالا نشير إلى أنه على الحكومة أن تعالج بجدية وبكامل المسؤولية وضعية قرقنة وأهاليها».
كما اتصلت «المغرب» ببعض متساكني قرقنة لمعرفة رأيهم في ما جد أخيرا بقرقنة والوضعية الراهنة :

الطالبة عفاف عبد اللاوي:
« أنه من غير المعقول أن نشاهد اصطدام أعوان الأمن بالمواطنين فكلاهما من ابناء هذا الشعب الزوالي.فرجال الأمن مسؤولون عن أمن بلادنا وبدونهم لا يستقيم العيش وهم حماة هذه البلاد وثروتها! وأتساءل أيضا أين الأحزاب؟ لماذا وصلنا إلى حالة العنف الشديد بين أبناء الشعب الواحد

أخشى ما أخشاه أن ما وقع ليلة البارحة من وعود هو مجرد تمويه وبذلك سيتسم مستقبل الأيام بمزيد من التصعيد.»

صالحة غرس الله مديرة مدرسة ابتدائية بمليتة :
«عشت في مسرح الأحداث وشاهدت ما حدث و أنا على عين المكان. إن بيداغوجية التعامل مع أهالي قرقنة تدلّ على الأداء الفاشل للحكومة وعلى جهل في أعلى مستواه لأساليب التعامل و التعقل و الحكمة.
إن الفرحة التي عاشها أهالي قرقنة أعتقد أنها لن تدوم كثيرا احتفالا بخروج الأمنيين الذين أساؤوا معاملة الأهالي لأننا لم نجلس معا إلى طاولة الحوار ولم يستمعوا إلينا. الدولة تاج فوق رؤوسنا ولا نرضى أن تمس بأي سوء ولكن في نفس الوقت «الواحد منا بألف» فهل بدون ثروة بشرية توجد أوطان؟ هل تقام الحضارات؟

عبد الحميد الفهري أستاذ جامعي:
بات واضحا أنّ المجتمعات المحلية هي اليوم ضحية فشل سياسة التنمية. فلا مستقبل لها دون دخولها في معارك كبرى لفرض منوال يخدم كل الفئات وعلى رأسها الطبقات الدنيا.
إنه من الضروري اليوم أن نؤسس لعدالة اجتماعية تسمح بالانتفاع بما يدره باطن برنا وبحرنا. ونحن لا نحتاج إلى أذرعة مفتولة فحسب، وإنما نحتاج أيضا لرؤى إستراتيجية ...
فنحن أبناء الجزيرة -وبكلّ نرجسية- كنا دائما المرجع الأصلي في قيام الفعل الاحتجاجي في تاريخ تونس المعاصرة (سأنشر كتابا كاملا حول تاريخ الاحتجاج في تونس) فحيّا على العمل حيّا على النضال ولا تخدعكم هذه اللحظة فلا قيمة لها إذا لم تكن العتبة الأولى لبناء هرم الكرامة والحرية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115