يوسف الشاهد خلال زيارة رسمية مرتقبة إلى واشنطن: لقاءات متعدّدة ..أبرزها مع نائب الرئيس الأمريكي ومستشار الأمن القومي لترامب ونائب رئيسة صندوق النقد الدولي

• الإدارة الأمريكية تقترح التقليص في سقف مساعداتها لتونس بـ 82 % في المجال الأمني والعسكري

من المنتظر أن يؤدي رئيس الحكومة يوسف الشاهد من 9 إلى 12 جويلية الجاري زيارة رسمية إلى واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وذلك في إطار مزيد تدعيم علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، ويوسف الشاهد هو ثالث مسؤول تونسي يزور الولايات المتحدة بعد تعيين ترامب الزيارة الأولى لوزير الخارجية خميس الجهيناوي والثانية لوزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني بالرغم من أنه أجرى لقاء واحدا فيها في إطار اللجنة العسكرية.
الثابت أن رئيس الحكومة لن يكون له لقاء مع الرئيس ترامب، وفق بعض المصادر المطلعة، وسيستهل زيارته بلقاء مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بانس يوم الاثنين 10 جويلية الجاري كما سيكون له لقاء مع مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي ترامب إضافة إلى لقاءات أخرى مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب وكذلك مع مجلس رئاسة تحرير صحيفة واشنطن بوست، هذا وسيلقي الشاهد محاضرة في مركز الدراسات الأمريكي Heritage foundation.

للكونغرس الكلمة الفصل في تحديد سقف المساعدات
بعد بضعة أشهر من توليه الرئاسة، قرر دونالد ترامب التقليص من المساعدات المخصصة لتونس سواء في المجال الأمني والعسكري أو الاقتصادي، ووفق ما أكدته بعض المصادر لـ»المغرب» فإن هذا التقليص قد شمل كل الدول على غرار لبنان والأردن والبحرين والجزائر والمغرب وعمان .. وبذلك فإن تونس ليست استثناء ويدخل في إطار توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة التي تولي أهمية أكثر لقطاعات الدفاع وتحسين البنية التحتية والتشغيل وترى ضرورة التركيز على ملفات الداخل لكن يبقى هذا مقترح الإدارة الأمريكية وللكونغرس الكلمة الفصل في تحديد سقف المساعدات، علما وأنه حسب مقترح الإدارة الأمريكية فإن المنح المخصصة لتونس في موازنة 2018 قد انخفضت بـ 82 بالمائة في المجال الأمني والعسكري، قدرت بـ 82 مليون دولار سنة 2016 ولتصبح سنة 2018 في حدود 15 مليون دينار وبـ 33 بالمائة في المجال الاقتصادي، بلغت 60 مليون دولار سنة 2016 ولتصبح سنة 2018 في حدود 40 مليون دولار.
لئن كانت الزيارة ذات طابع سياسي بالأساس من أجل مزيد دعم علاقات التعاون والتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، فإنها ستشمل بعض الجوانب الاقتصادية وستكون لرئيس الحكومة لقاءات مع نائب رئيسة صندوق النقد الدولي وكذلك البنك الدولي ومع وزيري الخزانة والتجارة والغرفة التجارية الأمريكية، علما وأنه لم يتم التوقيع على أي اتفاقية خلال الزيارة. كما سيكون له لقاء مع بعض أفراد الجالية التونسية، مع الإشارة إلى أن الشاهد سيكون مرفوقا فقط بكاتب الدولة للشؤون الخارجية صبرى البشطبجي و5 من المستشارين، المستشار الإعلامي مفدي المسدي والمستشار الاقتصادي لطفي بن ساسي والمستشار السياسي فيصل الحفيان والمستشار الدبلوماسي طارق بن سالم ومحمد غربال مدير البروتوكول، بصلاحيات مستشار، إلى جانب وفد إعلامي من مختلف الوسائل الإعلامية السمعية والبصرية والمكتوبة والالكترونية وليس هناك وزراء في الوفد.

وفد من الكونغرس الأمريكي يلتقي رئيسي الجمهورية والحكومة
التحضيرات لهذه الزيارة تمّ الانطلاق فيها منذ مدة، كما سبقتها لقاءات أخرى، حيث استقبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أمس وفدا من الكونغرس الأمريكي برئاسة رودني فريلنغهيوزن رئيس لجنة الاعتمادات المالية بمجلس النواب الأمريكي. لقاء عبّر فيه رئيس الجمهورية عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعمها ومساندتها لتونس خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن التطور الذي يشهده التعاون التونسي الأمريكي في عديد المجالات لا سيما في المجالين الأمني والعسكري خلال السنوات الأخيرة مكّن تونس من تحقيق نجاحات وتقدّم هام في مجال مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود.
من جانبه، أكّد رئيس لجنة الاعتمادات المالية بمجلس النواب الأمريكي على تاريخية العلاقات التونسية الأمريكية التي تعود لأكثر من مائتي سنة وأبرز الأهمية التي يوليها الكونغرس الأمريكي وثقته في نجاح التجربة الديمقراطية التونسية، مشدّدا على ضرورة تقديم الدعم اللازم لتونس ومساندة الجهود الشجاعة التي تقوم بها لكسب مختلف التحديات. وأكّد حرص الوفد وسعيه إلى بذل المساعي اللازمة حتى تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على نفس الالتزام بدعم تونس على غرار السنوات الأخيرة.
رئيس الحكومة بدوره كان له لقاء مع هذا الوفد الأمريكي، تمّ التطرق فيه إلى سبل تعزيز علاقات التعاون التونسي الأمريكي في عدة مجالات خاصة منها الأمنية والاقتصادية والتنموية والمالية. ونوه رئيس الحكومة بمستوى التعاون التونسي الأمريكي في مكافحة الإرهاب وسبل التصدي لهذه الظاهرة العابرة للقارات مؤكدا عزم البلدين على مزيد التعاون المشترك والبنـّاء للقضاء على هذه الآفة. من جانبه، عبر الوفد البرلماني الأمريكي عن دعمه وإعجابه بالمجهودات التي تقوم بها حكومة الوحدة الوطنية في حربها ضد الفساد مبرزا أهمية مواصلتها بما يساهم في إيجاد مناخ اقتصادي واستثماري ملائم يساعد على استقطاب كبرى الشركات والمؤسسات الأجنبية خاصة منها الأمريكية.

المعاملات التجارية بين تونس وأمريكا في أرقام
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي الصادرات التونسية إلى الولايات المتحدة بلغ 380 مليون دولار سنة 2016 منها 114 مليون دولار تحت نظام الأفضليات المعمم (SGP) ، مما يجعل تونس تحتل المرتبة الـ13 على مستوى أكبر مصدر تحت هذا النظام في سوق الولايات المتحدة، وتصدر أساسا المنتجات الفلاحية بنسبة 80 % خاصة منها التمور التي وصلت قيمة الصادرات فيها سنة 2016 إلى 12 مليون دولار وكذلك زيت الزيتون بـ70 مليون دولار خلال ذات الفترة إلى جانب تصدير بعض المنتجات الكهربائية بنسبة 20 بالمائة والمعادن والمجوهرات وغيرها من المنتجات. علما وأن الواردات التونسية من أمريكا قد بلغت سنة 2015 حوالي 1300 مليون دينار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115