في كمين محكم بدوار السلطنية من ولاية القصرين: القضاء على إرهابي وجرح آخر في حالة فرار.. وإيقاف 3 عناصر أخرى بينهم امرأة وكلهم من الجنسية التونسية

• الإرهابي الذي تمّ القضاء عليه مصنف بالخطير جدا ويرجح أن يكون سامي الرحيمي


في عملية أمنية نوعية نفذتها وحدات طلائع الحرس الوطني والفرقة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة مساء أول أمس الأحد بدوار السلطنية، تقع بين حاسي الفريد وجبل السلوم، أمكن القضاء على إرهابي خطير مفتش عنه وجرح آخر كان معه استطاع الفرار وذلك في كمين محكم تمّ الإعداد له منذ فترة، حسب النيابة العمومية منذ 6 أشهر، لتنتهي العملية بعد موعد الإفطار بساعتين تقريبا، كما تمّ أيضا خلال هذه العملية إيقاف عنصر إسناد لهذه المجموعة الإرهابية وعنصرين آخرين، رجل وامرأة، في علاقة بهذه العناصر.

العنصر الإرهابي الذي تمّ القضاء عليه مصنف بالخطير جدا وهو قيادي في تنظيم داعش الإرهابي ومتورط في عديد العمليات الإرهابية التي وقعت في البلاد، وقد رجحت بعض المصادر أن يكون هذا العنصر هو سامي الرحيمي أصيل ولاية القصرين وليس مثلما يتم تداوله حسام الثليثي، في انتظار نتائج التحليل الجيني، مع الإشارة إلى أن عمليات التمشيط مازالت متواصلة بحثا عن الإرهابي الجريح الفار.

تحركات مشبوهة لهذه العناصر الإرهابية
خليفة الشيباني الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني أكد لـ«المغرب» أنه حسب آخر المستجدات بخصوص هذه العملية النوعية الاستباقية فإنه تمّ يوم أمس إيقاف عنصرين، رجل وامرأة، في علاقة بالعملية مع تواصل حملات التمشيط ليصبح عدد الإيقافات الجملية بما فيهم عنصر الإسناد الذي تمّ إيقافه، 3 موقوفين من الجنسية التونسية، وبالنسبة إلى العنصر الإرهابي الذي تمّ القضاء عليه فإن التأكد من هويته يكون بناء على نتائج التحليل الجيني، علما وأن هذا العنصر من المؤكد أنه تونسي الجنسية في انتظار نتائج التحاليل.

وبالعودة إلى تفاصيل العملية الاستباقية، قال خليفة الشيباني إنه نظرا لرمزية شهر رمضان، فإن العمليات الإرهابية تتطور وعملية الأقباط خير دليل على ذلك والتي تزامنت مع ليلة رمضان، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات متواصلة على طول السنة على غرار عملية سيدي بوزيد بخلاف عمليات الإيقافات اليومية، حيث تمّ مساء أول أمس إيقاف عنصرين تكفيريين في المنيهلة من قبل فرقة الأبحاث والتفتيش وعنصر آخر مازال في حالة فرار وقد تمّ إصدار برقية تفتيش في حقه من اجل الاشتباه وتواصله مع جماعات إرهابية، فعملية الإيقافات هي عمل يومي ولكن عملية القصرين عملية استباقية بما معناه أنه يتم العمل عليها منذ مدة،(أسبوعين)، بعد الحصول على المعطيات وتجميعها والتدقيق في مدى صحتها ثمّ الانطلاق مباشرة في العمل، وعلى ضوء المعلومات المتوفرة عند إدارة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني وإدارة الاستعلامات والأبحاث كون هناك مجموعة متحصنة في جبل السلوم قريبة من حاسي الفريد تقوم بتحركات مشبوهة، صعود ونزول الجبل، وبعد التأكد من ذلك تمت مراجعة النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب من أجل الحصول على الإطار القانوني للعملية.

نصب كمين محكم
بعد عملية الرصد، وعلى الساعة التاسعة والنصف من ليلة الأحد، قامت الوحدة المختصة للحرس الوطني وبمساعدة إدارة مكافحة الإرهاب والوحدات التابعة لإقليم الحرس الوطني في القصرين، بنصب كمين في منطقة تعرف «بدوار السلطنية» على بعد 4 كلم من معتمدية حاسي الفريد، وفق الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني الذي أوضح أنه خلال هذا الكمين كان هناك عنصرين إرهابيين، تمّ القضاء على أحدهما وهو عنصر إرهابي خطير تونسي وباعتبار أنه قيادي بتنظيم داعش الإرهابي متحصن بجبل السلوم منذ سنة 2014 وصادرة في شانه أكثر من 11 منشور تفتيش لفائدة وحدات أمنية مختلفة من أجل تورطه في أعمال إرهابية، في انتظار التأكد من هويته كاملة بواسطة التحليل الجنيني لتفادي الاضطراب في الهويات، نافيا ما يتم تداوله كونه حسام الثليثي ، كما تم تحقيق إصابات مؤكدة ومباشرة لعنصر إرهابي ثاني كان برفقته وتمكن من الفرار نظرا لأن إصابته ليست بليغة، على بعد بعض الخطوات من الجبل، علما وأن العنصرين الإرهابيين كان يمتطيان دراجة نارية من نوع «فورزا».

البحث عن العنصر الفار
مازالت حملات التمشيط في الجبل متواصلة بحثا عن العنصر الفار، وفق الشيباني، وقد تمّ بفضلها إيقاف عنصرين آخرين، إلى جانب حجز رمانة يدوية عسكرية هجومية وسلاح كلاشنكوف ومخزنين (Boites chargeurs) مزودة بالذخيرة وكمية من الذخيرة وحقيبة ظهرية داخلها مواد وأدوات الكترونية معدة لصنع العبوات الناسفة للتجفير عن بعد والأحزمة الناسفة وانطلاقا من المعطيات التي تحصلت عليها الوحدات فإن ما تمّ حجزه كان سيتم استعماله للقيام بعمليات إرهابية خلال شهر رمضان وحسب المؤشرات الأولية فإن كثرة تحركاتهم وتنقلاتهم خلال هذه الفترة كان بهدف التسريع للقيام بالعملية الإرهابية والتحريات هي التي ستكشف المكان الذي كان مستهدفا بناء على اعترافات الموقوفين.

متورط في عمليات إرهابية أخرى
من جهته أفاد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي لـ«المغرب» أن النيابة العمومية بالقطب القضائي قد أذنت خلال ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين كتابيا بالاحتفاظ بشخصين من اجل شبهة تورطهما في أعمال إرهابية. وأوضح مصدرنا أن النيابة العمومية كانت تعمل على موضوع الحال منذ أكثر من 6 أشهر تقريبا وذلك بالتنسيق مع الوحدات الأمنية المختصة بحرس العوينة. كما أكد أن العنصر الإرهابي الذي تم القضاء عليه مصنف بالخطير جدا لتورطه في العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد.

ويذكر أن وحدات الحرس الوطني تمكنت أواخر أفريل الماضي بمدينة سيدي بوزيد من القضاء على إرهابيين اثنين من قادة كتيبة عقبة ابن نافع، أحدهما أمير الكتيبة والقبض على أربعة آخرين. كما تمّ في شهر مارس الفارط، خلال عملية استباقية عسكرية بمرتفعات جبل سمامة من القضاء على 4 عناصر إرهابية واسترجاع سلاح شطاير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115