جبـــــــاية المحامين: الإشكاليات المطروحة والحلول الممكنة

قبل التعرّض إلى جباية المحامي تجدر الإشارة أوّلا إلى أن ظاهرة التهرب الجبائى متسعة جدا وتتضمن فئات مختلفة ، و أن قانون المالية أهمل هذه الفئة الهامّة و ذهب في إتجاه بعض المهن الحرّة ،و أثقل كاهل المنضوين تحت الأنظمة الجبائية من مختلف الشرائح ، وحمّلهم

جزءا هامّا من النقص الحاصل في الموارد الجبائية ، و هو ما زاد في إنخرام العدالة الجبائية ،و«عاقب» بطريقة غير مباشرة المنخرطين في المنظومة الجبائية ،و كافأ المتهربين بإطلاق أياديهم .

لذلك كان القول بأن جباية المحامي لا تعني شيئا في ميزانية الدولة كما جاء على لسان السيّد حسين الديماسي وزير المالية السابق ، فيه إختصار للجدل القائم حول الموضوع .و لكن يجب ألاّ يفهم من ذلك أن الموضوع لا يستحق النظر أو أن المحامين يمتازون عن بقية المواطنين أو هم غير معنيين بدفع الضرائب الموظفة على مداخيلهم ،كما رُوّج لذلك وذهب في اعتقاد شرائح واسعة من الرأي العام.

فالمحامون، كغيرهم من أصحاب المهن الحرة مطالبون بأداء الضرائب طبق للقوانين المعمول بها و المخالفون يقع تتبعهم كبقية المواطنين و يخضعون للتتبعات الجبائية ، ولكن هناك عدد لا يستهان به لم ينخرطوا في المنظومة الجبائية
هذا يعني أننا لسنا إزاء فراغ تشريعي أو إزاء وضعية غير محكومة بالقانون كما يتبادر إلي الذهن و بالتّالي فإن الإشكال ليس في غياب قوانين قابلة للتطبيق بل أن الإشكال الذي طرح يتمحور حول تعديل النظام الجبائي بالشكل الذي يتيح تعقّب المتهربين من منظومة الجباية أو المغفلين للتصريح بمداخيلهم أو غير المصرّحين بحقيقتها .

و في إعتقادي فإن الحل لا يكمن في الطابع الجبائي التحريري من الأداء، أو في الطابع الجبائي الّذي يشكّل قسطا من الضريبة . فالأوّل لا يتناسب مع قواعد النظام الجبائي الّذي يفترض تقدير الأداء بما يتناسب مع المداخيل الّتي تختلف بين عمل وآخر و حتى بين شخص و آخر . و الثاني يبقى مبنيا على إحتمال إنجاز عمل قد يُنجز أو لا ينجز و على قبض مقابل قد يتحق أو لا يتحقّق.

إن الحل يكمن في مراجعة النظام الجبائي برمّته خلال السنة الحالية و في البحث عن حل وقتي يخص ميزانية 2017 و يكون ممهّدا لحل شامل عصري......

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115