وعمليات البحث عن الغرقى متواصلة والحصيلة النهائية للضحايا لم تحدد بعد علما وان العدد ناهز 75 جثة وهو ما يؤكد هول الكارثة وامتطاء قرابة 200 شخص لقارب لا يتجاوز طوله 12 مترا من اجل الوصول الى السواحل الايطالية.
حادثة يوم السبت المنقضي تكاد تكون الاكثر مأساة وأعنفها من حيث عدد الضحايا منذ سنة 2012 ، هذه الحادثة كانت لها تداعيات على المستوى السياسي والامني وايضا الاجتماعي، حيث كان من بين الاسباب التي دفعت باقالة وزير الداخلية لطفي براهم وتسببت ايضا في اقالة عشرة مسؤوليين امنيين بجزيرة قرقنة ، وفتح بحث تحقيقي من المنتظر انه سيشمل امنيين، على المستوى الاجتماعي اججت هذه الحادثة التحركات الاجتماعية وخاصة في عدة جهات على غرار، تطاوين و الحامة وقابس وقبلي الى جانب مسيرات سلمية في كل من العاصمة وصفاقس..
الا ان هذه الاحتجاجات تحولت في منطقة بني خداش من ولاية مدنين الى اعمال عنف وحرق طالت مقرات سيادية ، خليفة الشيباني الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية افاد في تصريح لـ«المغرب» أن عدد من المحتجين في بني خداش بعد دفن احد ضحايا غرق المركب الذي كان يقل مهاجرين غير شرعيين بقرقنة قاموا فجر امس برشق مقر الحرس الوطني بالحجارة ثم اقتحموه بالرغم من محاولات الاعوان منعهم وأضرموا فيه النار، وتهشيم سيارة إدارية واتلاف بعض الوثائق الادارية مما اضطر الاعوان للانسحاب بعد ان تمكنوا من اخراج الاسلحة.
التحقيق في كنف السرية
واشار الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن المحتجين تحولوا إلى مقر المعتمدية واقتحموه وقاموا باضرام النار في غرفة الحارس ثم تفرقوا صباحا وتولت الحماية اخماد النار.
اما عن اخر التطورات بخصوص منظمي عملية «الحرقة «او المتسببين في ذلك قال الشيباني انه تم ادراج 8 عناصر من بين المفتش عنهم والبحث مايزال جاريا ، في السياق ذاته افاد مراد التركي الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس لـ «المغرب» ان الابحاث متواصلة في كنف السرية مع مواصلة تجميع المعلومات حول ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي والتصريحات ، مشيرا الى ان ذلك يتطلب بعض الوقت كما اوضح انه تم دفن 21 جثة من جنسيات اجنبية ، وانه تم تسليم 50 جثة الى ذويهم في حين يتم تحديد هوية البقية، كما بين ان القبض على منظمي الحرقة بسيدي منصور ليس لهم علاقة بحادثة قرقنة.
حملة أمنية للتصدي للظاهرة
وعلى اثر الفاجعة نظّمت منطقة الأمن الوطني بصفاقس الشّماليّة خلال الفترة الفاصلة بين يومي 4 و6 جوان 2018 حملة أمنيّة بالجهة للتّصدي لظاهرة اجتياز الحدود البحريّة خلسة والكشف عن الشّبكات الضّالعة فيها، وقد ادت إلى ضبط ثلاثة أشخاص من منظّمي عمليّات إبحار خلسة بصدد التّحضير لتنظيم عمليّة ابحار خلسة في اتّجاه إيطاليا انطلاقا من سواحل العوابد بولاية صفاقس وقد حجز بمنزل أحدهم ثلاثة محرّكات كهربائيّة مائيّة وبوصلة و8 أوعية بلاستيكيّة سعة الواحدة ممتلئة بالبنزين 20 لترا ومبلغ مالي قدره 100 دينار وهاتف جوّال، وبالتّحري معهم، اعترفوا بما نسب إليهم، وأذنت النياية العمومية بالاحتفاظ بهم جميعا من أجل «تكوين وفاق بهدف اجتياز الحدود البحريّة خلسة» والأبحاث متواصلة، كما تمّ ضبط ثلاثة أشخاص (بحّارة) بصدد صناعة سفن دون رخصة على الخطّ الرّملي بطريق سيدي منصور صفاقس.
الى جانب القبض على شخصين أحدهما محلّ 3 مناشير تفتيش من أجل «اجتياز الحدود البحريّة خلسة» و«تكوين وفاق بهدف اجتياز الحدود البحريّة خلسة» والآخر محلّ منشوري تفتيش من أجل اجتياز الحدود البحريّة خلسة، و إيقاف شخصين من منظّمي عمليّات إبحار خلسة في اتّجاه إيطاليا وقد تبيّن أنّ أحدهما محلّ منشوري تفتيش من أجل «اجتياز الحدود البحريّة خلسة» والآخر محلّ منشور تفتيش من أجل «تكوين وفاق بهدف اجتياز الحدود البحريّة خلسة» وتمكنت يوم 6 جوان 2018 دوريّة تابعة لمنطقة الحرس الوطني بالمهديّة من إلقاء القبض على أحد منظمي عمليّات إجتياز الحدود البحريّة خلسة قاطن في معتمديّة ملولش صادرة في شأنه بطاقة جلب لفائدة المحكمة الإبتدائية بالمهديّة من أجل «تكوين وفاق يهدف إلى إجتياز الحدود البحرية خلسة».