الكرة الطائرة: عندما تداس أحلام جيل بأكمله وتذهب أدراج الرياح...

بلوغ نهائي بطولة افريقيا للأمم في نسختها الـ18 والعودة ببطاقة التأهل الى مونديال اليابان العام القادم حلم تحول من أجله المنتخب الوطني للكبريات الى الكامرون ولكنه عاد يجر أذيال الخيبة

بعد أن وجد نفسه عاجزا حتى عن تخطي الدور الأول بما أنه اكتفى بفوزين أمام نيجيريا والكونغو وانقاد الى هزيمتين واحدة كانت أمام حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي على مستوى التتويجات وثانية كانت مفاجأة أمام السنيغال عجلت بنهاية مشواره.

كان الكل يظن بأن المنتخب الوطني سيذهب بعيدا خلال هذه «الكان» ومشواره سيكون أفضل من النسخة الماضية ولكن السيناريو ذاته أعيد واكتفت عناصرنا الوطنية بالدور الأول وعادت ادراجها مبكرا جارة خلفها خيبة جديدة وحسرة كبيرة في النفس بما أن الامال المعلقة عليها في استعادة التاج الغائب عنها منذ 1999 كانت كبيرة، تبقى الهزيمة التي انقاد اليها المنتخب أمام كينيا أكثر من منطقية ولكن أن يتعثر أمام السنيغال وهو الأفضل منه من كل النواحي ذلك ما كان مرفوضا وغير مقبول ولكن لا أحد بمقدوره لوم أية لاعبة فالكل على دراية جيدة بالأجواء.

لم يتمكن المنتخب من الاعداد كما يجب لهذه النهائيات القارية ومن يظن بأن شهر عن تخللتهما راحة بين التربص والآخر كافيان لمنتخب ليراهن على لقب وبطاقة مونديال وسط كوكبة من المنتخبات التي تملك كل الامكانيات وقامت بتحضيراتها في البرازيل ولأكثر من ثلاثة أشهر يكون مخطئا ولا يفقه شيئا والجامعة تتحمل المسؤولية كاملة في نتائج المنتخب وبدرجة أولى رئيسها فراس الفالح بما أن قراراته كانت مرتجلة تجاه هذا المنتخب سواء في مشاركته في هذه النهائيات أو التحضيرات ولو أن هذا لم يحصل لكانت نتائج عناصرنا الوطنية أفضل ولكان بمقدورها بلوغ النهائي ومقارعة طرفه الثاني من أجل اللقب خاصة وأن القرعة أنصفتها وجعلتها تتفادى المنتخب الكيني إلا في المباراة الختامية فهذا الجيل يستحق التضحية..

لطالما غلبت الجامعة مصلحة منتخبات الذكور على الاناث ووضعتها في المقام الأول من اهتماماتها فلو أن منتخب الكبريات توفرت له نفس الظروف مثل ما هو الحال في منتخب الأكابر لكان الأمر مغايرا فالمنتخب يملك لاعبات لهن التجربة والإمكانيات الفنية التي تجعلهن أفضل من بقية المنتخبات المشاركة ولكن من دون اعداد بدني جيد لن يكون بالإمكان تحقيق أية نتيجة،.. منتخب الكبريات ولمن ليس على دراية انهزم وديا في مناسبتين أمام الجزائر وذاك الود كان الوحيد الذي برمجته الجامعة في تحضيراته وحتى تربص فرنسا الذي كان مقررا أن يخوضه بعد الدورة الترشيحية لـ«الكان» ألغي لأسباب غير مقنعة فكيف سيحقق

نتائج جيدة بعدها؟
كنا نخال بأن صفحة جديدة ستفتح للكرة الطائرة النسائية التونسية بالمشاركة في هذه النهائيات الافريقية ولكن هيهات فالعكس هو ما حصل وهذه اللعبة لم تجن سوى خيبة اخرى أضافتها الى خيباتها السابقة وذهبت أحلام جيل بأكمله أدراج الرياح في الوقت الذي كانت تتوق خلاله أكثر من لاعبة الى انهاء مسيرتها من الباب الكبير وبلقب قاري يكون الأغلى في سنوات عطائها ولكن تلك الأحلام تأكد بأنها لم تكن من اهتمامات المكتب الجامعي الذي ستكون كل تبريراته مرفوضة وحجة الأزمة المالية لن تقنع بما أنه على بينة تامة بالوضعية المالية للجامعة مسبقا وقبل دخوله في سباق الانتخابات وبما أنه وفر ورغم ذلك لمنتخب الأكابر كل الظروف المريحة للإعداد للنهائيات القارية المنتظرة في مصر كما يجب وأكثر لم لا و«كان» الأكابر هدفه الأول والأخير ولكن ماذا لو أن هذا المنتخب فشل أيضا في هذه المهمة؟

لطالما كانت الفرق النسائية مطية ومجرد أصوات يتم الاستنجاد بها مع كل حملة انتخابية ثم تدخل طي النسيان هي وكل الوعود ولكن لن يكون بالمقدور الذهاب بعيدا بالكرة الطائرة التونسية مستقبلا اذا ما لم تعط الجامعة الاهتمام ذاته لكل المنتخبات وما لم تتحمل المسؤولية كاملة في توفير مواردها المالية الذاتية حتى لا تبقى في تبعية لسلطة الاشراف مع موعد كل مسابقة.

انسحاب منتخب الكبريات من نهائيات أمم افريقيا الحالية في الكامرون منذ الدور الأول هو الخيبة الثانية ان لم نقل الثالثة للمكتب الجامعي الى حد الان بما أن منتخب أقل من 23 سنة وبسبب خطأ اداري حرم من اللقب الثاني في تاريخه ومن بطاقة المونديال باعتباره لم يستطع المشاركة في «كان» الجزائر الأخيرة ومنتخب أقل من 21 سنة أيضا تخلف عن النهائيات الافريقية بما أنه لا يوجد منتخب في الوقت الذي كانت الانتظارات كبيرة في نقلة نوعية تخرج الكرة الطائرة التونسية من دوامة الفشل الذريع الذي عاشته في المواسم الأخيرة ويبقى الأمل في منتخب الأكابر لعله يتمكن من طي هذه الصفحة وتكون الخطوة القادمة نحو الأفضل وبداية جديدة للكرة الطائرة التونسية..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115