بان كي مون أكثر تواضعا من منتخب كرة اليد...

كما جرت العادة في الاولمبياد يكون اليوم السابق لحفل الافتتاح يوما مفتوحا للإعلاميين لانجاز عملهم كما يكون مفتوحا أمام كل راغب في زيارة الوفود وان كان للامر شروط اهمها ان لا يتجاوز الاعلامي الحدود وهي حدود الفضاء الدولي (هكذا يسمى) وكما يقولون من «الطبق الى بيت النار»

فلم نكد نخلص من الاجراءات في المطارات حتى سارعنا بالتوجه الى «القرية الاولمبية»... ووجدنا تقريبا في انتظارنا جميع المنتخبات لا التونسية فحسب بل من المعمورة قاطبة... وجدنا الوزراء ورؤساء الدول وأيضا امين عام المنتظم الاممي بانكي مون كل الطلبات وجدناها محل تلبية الا منتخب كرة اليد والحال اننا وصلنا في الوقت المناسب لإشعار من يهمه الامر برغبتنا في الحديث الى اللاعبين... وحتى لا نزعج ايا كان لم نتصل باللاعبين مباشرة فقد وجهنا الطلب حسب ما تقتضيه الاعراف في مثل هذه الفضاءات عن طريق من بيده امر التنظيم... ولما توجه اللاعبون فرادى وجماعات نحو «محل الأكلات السريعة» قلنا لعل البطن ابجل... ولما عادوا طلبنا الساهر عن شؤونهم فكان ردهم بمجرد اشارة استخفاف توحي بالرفض... ولا تؤشر لذرة احترام لا لنا كأشخاص وانما لجمهورهم الذي انتظر اخبارهم في تونس فاذا هي تتلاحق من البرازيل كالصواقع... راموا أمس تبريرها في ندوة صحفية ليت الجامعة ما عمدت اقامتها لأنها تبطن الكثير من التضليل.

الجامعة رامت توفير كبش فداء لتثقل كاهل مصباح الصانعي وعبدالحق بن صالح بأوزار النكسة... والحال ان كل ما حصل من صنعها فلو وفرت التاطير الذي تشترطه الظروف لما غادر هذا الثنائي المنتخب ولما حصل ما حصل من ارباك الى حد الحديث عن لخبطة أوراق المدرب حافظ الزوابي.

هذا كلام مردود ولا يستقيم ولا يقوم على ذرة عقل... أوراق كرة اليد محل لخبطة منذ سنة 2005... أي منذ ان غرقنا في نشوة انجازنا التاريخي في المونديال اوراقنا تائهة منذ ان جلبت لنا الجامعة للتحليل من لا صلة له بكرة اليد... وكنت يومها من الرافضين لتولي التحليل من لا يفقه في التحليل... و ياسين بوذينة لا يزال من الشاهدين على الرفض لما فرحنا بانجاز المونديال بقينا من الغارقين في الفرح لأننا لم نحلل اسباب النجاح وقد مهد لها منتخب 1997 لما حققت تونس اهم انجاز لها في مونديال الاواسط بتركيا... فمن نجح وقتها وهو المدرب المرحوم المنصف المكني تمت مجازاته بالإبعاد.

ولما فرحنا لم نقدر على التحليل ولم نسال عن اسرار النجاح والاسرار تختزلها مدارس المكنين ومنزل تميم وبني خيار فمن أين اتى هيكل مقنم اليس ابن المكنين؟
ومن أين اتى وسام حمام اليس ابن اتحاد منزل تميم؟

ومن اين اتى نجم المونديال الحارس مروان مقايز؟ اليس ابن بعث بني خيار؟
اين كل هذه المدارس في خريطة كرة اليد التونسية؟

اسالوا المدير الفني ياسين عرفة عما فعل هو كرس تراجع هذه المدارس... ولكم اكثر من دليل نظام البطولة الذي خاطه لنفسه ولا لتطوير كرة اليد التونسية فلما يتحدث عن توفير اسابيع اضافية للمنتخب في سنة المونديال فانه ابدى رغبة «نخبوية» صرفة ولما قرر ان تكون مشاركة الفرق المرشحة لدورة التتويج بما كسبته من نقاط من البطولة الاصلية فانه قرر بشكل مسبق توجيه اللقب... و كل ما قدمه من تعليل اوقعنا في الكثير من «التعب» لانه لا يقوم على ذرة منطق... وهذا تعودناه من ادارة فنية عرفت معها كرة اليد التونسية الخطوات التراجعية بشكل مقيت هل قطعنا خطوة ايجابية واحدة منذ سنة 2005؟ ان كان للادارة الفنية دليل واحد فما عليها الا ان تعلنه لنا وسنكون من الشاكرين فرحة واحدة تحققت في العشرية الاخيرة وهي المتمثلة في استعادة كاس امم افريقيا للفتيات بعد رحلة بحث استغرقت 38 سنة.

بطولة افريقيا فرطنا فيها مرتين بين الجزائر (2014) والقاهرة (2016) بطولات الشبان لا يمكن الحلم بها لا ذكورا ولا اناثا... ليس عيبا ان نعلن الفشل ونطلب مهلة للإصلاح فالعيب ان نتمادى في الفشل وندعي النجاح.
وبما ان الجامعة ترفض اعلان الفشل وتلك سمة رياضتنا فلا عجب ان راينا اللاعبين ينحون نحوها يوم رفض اللاعبون التواصل مع الاعلاميين في ريو... حصل الامر في فضاء امه 15 رئيس دولة ومعهم بان كي مون الذي لما لمحته رمت التقاط صورة له مع الرياضيين وكان من الطبيعي ان اجد الصدّ من الحرس المرافق لكن لمّا قلت لهم «اتركونا نعمل فهذه صورة تاريخية» وصلتني التحية من بان كي مون الذي كان لي من الشاكرين في يوم كان فيه لاعبو منتخبنا الوطني لكرة اليد من «الجاحدين»...

و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115