ولكن تغلغل بعض العقليات الرافضة للإبداع كان ا شد قسوة من إرادة حب الفن عند هؤلاء الشباب، فالتجؤوا إلى المواطنين لجمع ا لتبرعات لبناء الثقافة في مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد، تلك المدينة التي تفتقر الى التظاهرات
في الصورة الشاب و المبدع معاذ القمودي رئيس جمعية «فن المكناسي» جمعية حديثة الولادة تعنى بالنهوض بالفنون في مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد ومعنية بصقل مواهب شباب المنطقة والكشف عن المواهب المطمورة في هذه المدينة المحرومة من وسائل الفن والثقافة ومحرومة ايضا من عقلية تسمح لنا بممارسة الثقافة بأريحية، كما صرح لـ«المغرب» سابقا.
جمعية فن المكناسي جمعية ثقافية أرادوا من خلالها بناء فعل نضالي ابداعي، يريدون كسر العقليات الرافضة للابداع والتأسيس لفن بديل يقوده ابناء المدينة،
يعملون بشعار غسان كنفاني في قوله « ليس المهم أن يموت الانسان قبل أن يحقق فكرته النبيلة .. بل المهم أن يجد لنفسه فكرة نبيلة قبل أن يموت»، هم مبدعون يهتمون بكل الفنون ولكن ينقصهم الدعم في مدينة رفضتهم في البداية ونعتوهم بعدة نعوت بشعة ومنها «بالشذوذ»د ولكنها اليوم فتحت حضنها لأبنائها المبدعين الحالمين بالتغيير.
فن المكناسي جمعية ليست لمجرد ملء الفراغ بل منذ البداية انطلقوا في العمل بجدية وأسسوا لتظاهرة «سبع حجرات» ثم أسسوا لنادي سينما بالشراكة مع معهد الشهيد البراهمي، معاذ القمودي وأترابه من عشاق الفنون التجؤوا الى طلب الصدقات لبناء ثقافة بديلة، فأين أنت سيدي مندوب الثقافة بسيدي بوزيد، أين أنت من كل البؤس الثقافي الذي تعيشه ولاية سيدي بوزيد؟ وأين مستشارو وزيرة الثقافة هل سيمدون زكاة شهر رمضان للشباب التونسي العاشق للفنون الذي ينتظر دعمكم ليغير بعض شحوب تعيشه المكناسي؟ وهل ستكون «مهبة» العيد للإبداع؟
صدقة لبناء جامع يتجاوب معها الكثير فهل يستجيب المسؤولون لصدقة بناء الثقافة ؟