ليالي المتحف بسوسة: عرض «شاوية» لنضال اليحياوي

غنّي، علّي الصوت، ارفع صوتك عاليا واصدح بكل تعاليم الحرية والحياة،

اصنع لنفسك مجدها واصنع لك طريقك المختلف ومسارك المميز ازرع في طريقك ورود الفن علها تزهر نوتات موسيقية تونسية الروح عالمية الهوى، غنّي للحب للحياة للوطن، غنّي لتونس وكن صوتها اينما وجدت فانت جزء من هذا الوطن ومن ذاكرته فغني واخبر العالم ان تونس ولاّدة تونس ارض للحب للموسيقى للجمال.
لانّ تونس ارض للموسيقى التقى جمهور متحف سوسة مع عرض «الشاوية» لنضال اليحياوي عرض ينبش في الذاكرة الجماعية لسكان الجبل والحدود، عرض حمل الجمهور الى تفاصيل سكان الجبل وعشقهم للمكان عشق وثقوه بالاغنية فكانت الشاوية اغنية الجبل والحب

نضال اليحاوي صوت الجبل
لقاء صاخب ومجنون، في متحف سوسة غنى «العروبي» لقاء مع الكلمة التراثية التونسية وموسيقى عالمية مجنونة، عاشق التونسي و المدافع الشرس عن الموروث الموسيقي الشعبي التونسي نضال اليحياوي قدّم عرضه «شاوية» في تظاهرة ليالي المتحف.
من مدينة ساحلية قبالة البحر الى الجبال الى موسيقى المناطق الجبلية و الحدودية من هدوء البحر الى صلابة حجارة الجبل من نسمة صيفية لذيذة الى هواء بارد تنتشي معه الروح وتستقبل قساوة الحياة، من هناك تشبّع بالموسيقى ، قساوة الجبل صنع منها نوتات موسيقية لينة و جميلة، خشونة المكان هناك زينها بنغمات هادئة وألبسها حلة من الابداع فبدت أجمل نضال اليحياوي صوت موسيقى الجبال موسيقى الطبيعة و صرخات الصخور الصلدة.

احاديث عشق رددها صدى الجبل فالتقطتها اذن عاشقة للحياة وصنعت منها الياذة موسيقية وتجربة حملت اولا اسم «برقو08» فحلفاوين شعبي وهاهي التجربة تتواصل وتدخل اكثر الى الحدود ويكون اسمها «شاوية»، عرض يحملك الى هناك الى التاريخ الى اغنية لاتزال صادقة غير مشوهة اغنية تحفظها الذاكرة الجماعية نفض عنها اليحياوي غبار النسيان وعمل على تطويعها لتصل الى الجمهور الاخر، نبشوا في ذاكرة الشيوخ سكان الجبال ورعاتها ليقدموا جزءا من ذاكرة مشتركة تونسية جزائرية.

الشاوية عرض الوحدة والكونية
المكان متحف سوسة والحدث العرض الثالث لتظاهرة ليالي المتحف، لقاء مختلف مع فنان جدّ مختلف، ستة عازفين صنعوا الحدث، اختلفت ملابسهم اختلاف افكارهم الموسيقية واختلاف نوتاتهم، رحلة موسيقية تغوص في التراث الموسيقي الحدودي بين تونس والجزائر، فالشاوية موسيقى اساسها الة «القصبة» و «الزكرة» و البندير» موسيقى جبلية تميز سكان جبال الاوراس، الشاوية موسيقى الرعاة الرحل ايضا.

فالشاوي هو البدوي راعي الغنم ، و جاء في مقدمة العلامة ابن خلدون: قال عنهم «كما أن الشاوية أهل القيام على الشاة والبقر لما كان معاشهم فيها فلهذا لا يختصون بنسب واحد بعينه ولذلك كان النسب في بعضهم مجهولا عند الأكثر وفي بعضهم خفيّا على الجمهور» وتاريخيا كانت المناطق الجبلية قبلة للرعاة المتنقلين ففريقيا في تونس كانت قبلة الباحثين عن الماء وفي رحلاتهم يغنون ومن هناك ولد التمازج الموسيقي بين تونس والجزائر والشاوية موسيقى جبلية تميز سكان الاوراس خاصة بعد تميز الفنانة «بقار حدّا» هي ايضا لون موسيقي يميز جبال الكاف والقصرين وقفصة والشريط الحدودي مع الجزائر لتكون الشاوية عنوان لهوية واحدة ورابط يجمع شعبين.

من «الربع» في برقو انطلق الحلم ليجوب الجبال ويبحث في اغانيها وحكاياها، لجمهور متحف سوسة قدم نضال اليحياوي صحبة عازف الايقاعات فلفول وعازف الزكرة والقصبة فوزي اجمل اغاني الحدود، بتجديد موسيقي وطوعوا الجاز والموسيقى الالكترونية لخدمة الاغاني الشاوية الجبلية، للجمهور غنى «ما عندك سو» و «خلخال بورطلين» اغان بدوية تتغزل بالمرأة البدوية و بلوعة الفراق «ما عندك سو مريضة هاي، ماعندك سو جانا الخبر وعزمنا توه، خويلي في الفرش ملوح ، ريحة شعرو بالعطر تفوّح» وفي عرض الشاوية تكون كلمة «خالي، خويلي» من اكثر الكلمات التي تظهر في كل الاغاني و»خالي» معناها الحبيب.

اختلفت الانماط الموسيقية وتماهت الالوان في عرض الشاوية، من الشاوي والجبلي تنفتح الموسيقى على الجاز والالكترونيك من موسيقى تراثية تكون رحلة اليحياوي والمجموعة الى موسيقات العالم فنضال اليحياوي فنّان آمن بقدرة الموسيقى التونسية على اكتساح الاركاح العالمية، عشق الموسيقى وتماهى مع قدسيتها هو فنان بمجرد ان يصعد على الركح يتحول ويصبح هدوءه جنونا، فنان « فوق الركح اشعر انني داخل دائرة سحرية اشعر بالسعادة، على الركح «نشيخ» لاني استنشق عبق الموسيقى وسحرها واريد ان يشاركني الجمهور نشوتي كما يقول نضال..

في ليالي المتحف كان اللقاء مجنونا بامتياز لقاء مع عاشق للموسيقى، هي عالمه الخاص والمميز «هنا الحلم مع الموسيقى تنتفي كل الحدود واشعر انني في عالمي الخاص»، فنان، مختلف، باحث مميز في الموسيقى التراثية واغاني القدامى، يبحث في الحفاظ على الهوية الموسيقية التونسية وتقديمها الجمهور بطرق مختلفة تمس الصغير قبل الكبير، هو نضال اليحياوي وشخصيته الموسيقية المختلفة، شخصية اثر فيها الربع والربط وموسيقى العالم فكتب لنفسه مسيرة خاصة تميزه مسيرة يكون فيها المزود والقصبة اساس العمل فنّان حالم وباحث في موسيقى التراث عاشق للموسيقى لانها كيانه وكينونته.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115