السهرة الفلسطينية لأمل مرقس وأمير دندن في مهرجان قرطاج الدولي: لأننا فلسطينيون نغنّي ونصرخ .. إنّنا نعشق الحياة ...

لبّيك يا موسيقى ان ناديت ، لبيك لا شريك لسحرك وتأثيرك في الروح،

لبيك يا سيدة الزمان والمكان وامّ الاحلام و ارض ولادة الامل المتجدد فينا، لبيك لانك عنوان للحب للحياة لثورة داخلية لا تموت ثورة اسمها الاغنية الفلسطينية وأهازيج الحياة التي تكتب لولادة ابدية لشعب عشق الحياة فكتبها في اهازيج للفرح وللبشائر الجميلة كقطرات الندى.
في مهرجان قرطاج الدولي كان الموعد مع الثورة والفرح مع اغاني التمرد ونوتات تقدم لحياة ابدية لا تفنى وان فنيت الاجساد ثورة كتبتها امرأة عاشقة للموسيقى هي امل مرقس وشاب طموح هو امير دندن، في ليلة فلسطينية أوقدت شموع الفرح والاحتفال.

أمل مرقس...صوت المرأة جمرة...
اسمها امل ومن اسمها اشتق الكثير من تباشير الامل وماهيته، تماهت مع اسمها فرسمت للآخرين شبّاك امل مفتوح دوما لا يغلق شباك كتب بنوتات موسيقية اشدّ من الاسمنت وزين بأهازيج فلسطينية زكية كما الرياحين.
هي امل وعلى ركح قرطاج كانت املا لذيذ امتع وابهر جمهور مهرجان قرطاج الدولي، امل مرقس تلك الطفلة التي لا تكبر، تلك الصغيرة التي بدأت في الغناء منذ الخامسة من العمر هاهي اليوم شمعة امل متقدة وبموسيقاها تكتب الياذة للثورة والحب ايضا.
من كفر ياسين في اراضي عرب 48 ولدت امل تلك المُحبّة للموسيقى، تلك الطفلة ولدت في ارض استوطنها اليهود وفي ارضها وجدت نفسها من الاقليات ومن هناك نبع عشق الثورة فكتبتها في اغانيها.

هي ثائرة و نصيرة للمرأة ولأنها كذلك اختارت ان تكون اغنية البداية ّصوت المرأة»، نغمات القانون تسحر الروح وصديقه الناي يذهب العقل اما الكمنجة تلك العاشقة الابدية فتغازل النوتات كطفلة جميلة، اما الدرامز فحتما ستكون سيدة الزمان لان الاغنية قوية وصاخبة تتغنى بالمرأة «صوت المرأة جمرة، صوتها وردة حمراء، رافعة راسها حرّة، صوت المرأة ثورة» كلمات تعبر عن المرأة التونسية وتعبّر عن شخصية امل مرقس التي اتخذت من عشق الموسيقى دينا، فغنت منذ طفولتها لشعراء فلسطين وغنت اهازيج الثورة في حفلات الحزب الشيوعي و حفلات الطلاب و الجامعة.

بفستان ازرق ملكي حيّت جمهورها على ركح قرطاح وغنّت للمرأة صوتها قوي تماما كاوّل ظهور لها في العام 1986 شاركت في اغان احتجاجية ضد الحرب مع المغني التقدمي ألون أولارشيك في «أغنية السلام». وفي الأغنية الاحتجاجية مع المغنية ساي هايمان في أغنية «يطلقون النار ويبكون» فترة الانتفاضة الأولى وفي 2018 غنت اناديكم وصرخ معها الجمهور «سحقا سحقا للرجعية».

فلسطين الهوى والمنشأ، فلسطين الموسيقى والحب ، فلسطين الثورة هكذا كان العرض، من اغاني المرأة الى اغنية وطنية تجمع الفلسطينيين والسوريين واللبنانين «عالروزنا» تلك الاغنية التي اصبحت عنوانا للشهامة فالروزنا حسب الحكايا الشعبية الحلبية هو اسم لسفينة «عثمانية» محملة عنبا وتفاحا وجيء بها لبيروت لتبيع كل انتاجها بدل انتاج المزارعين اللبنانيين، وهو ما حصل فكسد الانتاج اللبناني حينها أتى تجار حلب وتضامنوا مع اللبنانيين واشتروا المحاصيل لتصبح الاغنية منذ تلك الفترة رمزا للشهامة والوحدة .

يهدئ الناي ويصمت القانون ويتركون المساحة للكمنجات جوقة تعلن عن موسيقى جميلة موسيقى تكتب نوتات عشق امل مرقس للموسيقى تلك «النوّارة» البرية العصية عن الانحناء، النوتة الموجة الصاخبة التي تأبى الصخور تحطيمها، موسيقى الكمنجات تكتب لجمهور قرطاج لحظات عشق فلسطينية الهوى تنفجر كما قصائد توفيق زياد الذي تعشقه مرقس وتقول عنه « تتفجر قصيدة توفيق زياد عاطفة وأحس بأنني أتماهى مع كلماته بالكامل, ويشدني له ما هو مشترك بيننا كالقلق الدائم على الأطفال ومزجه بين الكونية وبين هويته الفلسطينية».
من يقول الانتفاضة الفلسطينية يستحضر «اناديكم، اشد على اياديكم وابوس الارض تحت نعالكم واقول افديكم، انا ما هنت في وطني ولا نكّست اعلامي» وفي ركح قرطاج رفع العلمان التونسي والفلسطيني شامخين لا ينكسان مطلقا تماما كصوت امل مرقس الفنانة التي درست المسرح ومنه تعلمت ان تكون ملكة على الركح تأسرك ببساطتها وطلاقة لسانها، ففبساطة امل مرقس فنانة الحب والثورة والحياة.

العرس الفلسطيني.. ولادة متجددة للامل
صوت الطبل يرتفع في المكان، نوتات الدبكة تصل حد الجماهير التي رقصت وهتفت عاليا باسم فلسطين، يرتفع النغم و يخرج الى الركح ثمانية راقصين من فرقة الاصايل للفنون الشعبية، لبسوا «العقال والكوفية» في لباسهم التطريز الفلسطيني التقليدي ورقصوا على ايقاعات الدبكة و موسيقاهم التقليدية، موسيقى المجوز تحملك الى العرس الفلسطيني و صوت الفنانة يغنّي «محلى حمام الدار، محلى زغاليلو، حبيبي بالحمام يمو زغرطيلو، محلى حمام الدار محلى يومين عالشاش حبيبي بالحمام بالريحة بترشرش، ميلي يا شجرة السريس عحبيبي العريس» ، اغنية كتبت معها اجساد الراقصين اجمل الحكايا.
يتواصل الرقص والمتعة لتغوص الفنانة اكثر في تفاصيل العرس التقليدي واهازيج الحياة والفرح التي تحفظها الذاكرة دون معرفة كاتبها او ملحنها ولجمهور قرطاج تغني «طاحت الخيل تلعب من ميدان العريس يلّا صلوا عالنبي قبل لما تشوفو العرسان، يخلف عليكو كثر الله خيركو ولا عجبنا من النسايب غيركو» اغنية قالت انها للعروسين وتغنى في كلا البيتين في «العراضة» التقليدية كما يسمونها.

لغة الجسد لا تنضب، لغة لها دلالاتها الاكثر تعبيرا من الكلمات احيانا لذلك رقصوا على الفلكلور الفلسطيني مع وصلة فلكلورسية شعبية قدمها امير دندن، كلمات تغنت بوطنه فلسطين و مع كلماتها تحدثت اجساد الراقصين عن حيفا وعكا و الجليل و نابلس وكل الاعراس الفلسطينية المميزة التي يرقصون فيها للحياة.

أمير دندن... يصعد سلّم النجومية
تتواصل الجولة الموسيقية في فلسطين، من كفر ياسين الى قرية مجد كروم، ومن عرب الداخل الى الشمال الفلسطيني و اللقاء مع فنان فلسطيني الانتماء والمنشأ و الموسيقى، امير دندن الشاب صاحب الصوت الجبلي المميز فنان صاعد تحصل على المرتبة الثانية في برنامج «عرب ايدول» في موسمه الرابع ، امير دندن ولد في عائلة موسيقية ومن والده كسب حبّ الفن الجبلي الذي يبدع في ادائه، امير دندن صافح جمهور قرطاج باغنية «عندك بحرية» اغنية جبلية وهو من الالوان الموسيقية المفضّلة لدندن الذي دندن باجمل النوتات امام جمهور ذوّاق للموسيقى.

من الموسيقى الجبلية الى اغاني الثورة والتمرد، موسيقى مميزة وكلمة جميلة قدمها دندن في اغنية يا بطل من كلمات الفنان صالح الكردي اغنية اصدرها دندن في فيفري 2018 وحصدت 1214479 مشاهدة على اليوتيوب وهي أولى اغانيه ويقول فيها « ما قصرت يا بطل مهيوب وعالي الجبين، خلقت ومنّك الكرامة عشت وعاشت الاسامي، مش كلمة ، مش سهلة اسمك بالعالي فلسطيني» اغنية صورت فيديو كليب في فلسطيج وجولة في معالمها وثقافتها جولة تحمل المشاهد الى تفاصيل اليومي الفلسطيني.

بعد مهرجان موازين صعد امير دندن على ركح قرطاج، للحب غنّى ذاك الشاب الحالم، غنى للامل وللحياة ولجمهور قرطاج قدم اغنيته الجديدة «سكر كلامك» التي حققت 2854314 مشاهدة على اليوتيوب اغنية نزلت في جوان 2018 قبل اربعة ايام من مهرجان موازين ويتغنى بحبيبته ويقول من كلمات صلاح الكردي:

لاقيني عالهنا بحبك وداري
تا احفظ عالعهد ليك وداري
حبيبة قلبي وعاصمتي وداري
أميرك أنا ويحرم عليكي الشباب
سكر كلامك بيحلي غرامك
بيرقص قلبي جواة ضلوعي
عسل ع شفافك لو مرة شافك
بيمرمر قلبه ما قدر باسك.

للحبّ غنى، للثورة قدم اهازيج فلسطينية ، قدم اغاني الفلكلور واغاني الاعراس وختم العرض باغنية «الوداع» للراحلة وردة الجزائرية، كوكتيل من لاغاني الممتعة التي تفاعل معها جمهور قرطاج ايجابا، امير دندن الشاب الصاعد كان انقيا وبسيط في توجيه الخطاب الى جمهوره، فنان نجح في موازين وفي قرطاج لتكون السهرة الفلسطينية ناجحة موسيقيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115