مهرجان الحمامات الدولي: «من النوى» و «هلواس» مزج بين كلمات الواقع و خيال الألحان

التقى جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الرابعة و الخمسين, ليلة الجمعة 27 جويلية مع عرضين موسيقيين ; الأول «من النوى» لجهاد الخميري و

محمد علي شبيل, أما العرض الثاني فهو للفنان نور حركاتي والمجموعة الموسيقية»أيتما»تحت اسم «هلواس».
هي حكاية عروض تؤمن بعمق الجذور وبأهمية التراث,أعمال فنية مبتكرةتمزج بين مختلف المذاهب الموسيقية، بأسلوب جديد متجدد مشبع بنفس حداثي: «من النوى» و «هلواس».

«من النوى»... رحلة عبر الزمن
تنطلق السهرة بنقرات راقية لجهاد الخميري على آلة البيانو رفقة محمد علي شبيل صاحب الصوت المتشبع برصيد هام من أغاني التراث التونسي.
فقد غاص بنا هذا الثنائي منذ الوهلة الأولىفي مختلف عطور الموسيقى التقليدية التونسية من خلال مقطوعة من كلمات الشيخ أحمد الوافي «يال قومي» من المالوف الملحن حديثا.
بعد ذلك انتقلا بأسلوب سلس إلى الفوندو في «شوشانة» بموسيقى هادئة اعتمدت فقط على بيانو جهاد الخميري، فهدوء الجمهور على مدارج المسرح كان دليلا على الرغبة في الإصغاءو التمتع بخانة صوتية راقية و مميزة أضافت الكثير في هذه السهرةلجمهور يصعب اقناعه, و لكن من خلال التفاعل,من الواضح أن جمهور الحمامات قد اقتنع بما قدم في عرض»من النوى».

الخميري و شبيل تحدثا عن قصة «من النوى» بأغنية تحمل نفس العنوان و حملت نفس الايقاعات السابقة, فعكست انفتاح هذه المجموعة على إعادة توزيع و اداء مقطوعات موسيقية أخرى مثل»ألف ليلة و ليلة» لام كلثوم.
ثم اكتملت المجموعة بانضمام هادي فاهم على الجيتار والإيراني حبيب مفتاح في الايقاع و KaptanEmrah على الجيتار باس, فسبحوا في أغاني الراب و فيروز «يلا تنام» وغيرها من المقطوعات الجذابة.
هي رحلة عبر الزمن، ورصد تاريخي متلون بتلون مشاعرنا التي تنقلنا من نغم لآخر, فإبحار جهاد و محمد علي في عمق موروثنا، هو محاولة لتحرير وتكريم مخزوننا الفني بما يفتح أبواب البحث في منطلقاته وتفاصيله.

«هلواس»...البحث و الاجتهاد
نور حركاتي في الغناء, هادي الفاهم على الجيتار, سليم عرجون على البيانو, مروان سلطانة على آلة الباس و يوسف سلطانة على الباتري... حركاتي هو الفنان المتكامل، الشاعر والملحن يعشق الحكايات و أقدر من ينقل الروايات ليسرد لنا أجمل الأحاسيس في مقطوعات حملت شحنة موسيقية رهيبة, جعلت الجمهور يقف إجلالا لقوة الكلمات و فردانية الإيقاعات في مقطوعات مثل «نفس», «أيام»و «داري بالناس»التي صرخ فيها حركاتي صرخة الفنان المتمرد عن السائد ليعلن عن أن ألبوم «هلواس» سيصدر في سبتمبر القادم.
نور حركاتي رفقة مجموعة «أيتما» التي جمعت نخبة من الموسيقيين هدفهم العمل علىمشاريع موسيقية قوامها البحث و التميز بهدف الخروج عن السائد و تجاوز المألوف.

«هلواس» قصة نابعة من تجربة ذاتية واقعية عاشها حركاتي في مقطوعات مثل «ضويت»,»رمال» و «طريق ضياع», فهي عبارة عن شكوك و عدم ثقة في وقت ما حتى في أقرب الناس, و هو ما دفع حركاتي إلى نحت صورة فنية مغايرةبالتنقل بين الواقع و الخيال.
عرض «هلواس» ولد من رحم البحث والاجتهاد والحب وهو نقد لكل هذا التلاشي لعديد القيم الإنسانية كالسخاء و كرم النفوس و التسامح و الرغبة في التعايش في سلام, فهو رصد الملتقى لفنان متكامل مبدع و نخبة من أكفأ الموسيقيين.
«من النوى»و«هلواس»عرضان موسيقيان تونسيان أدهشا جمهور مهرجان الحمامات الدولي بقوة الأداء وما تحمله هذه الطاقات الشبابية الفنية الموهوبة والقادرة على كسب ثقة الجمهور التونسي في أكبر التظاهرات الموسيقية داخل تونس و خارجها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115