الندوة الصحفية لمساندة المركز الثقافي الدولي بالحمامات: صراع بين الوزير «الفاتق الناطق» و المدير «الناجح» كيف النهاية؟

ما هو جزاء النجاح؟ هل يعاقب الناجح بوضعه في «فريغو الادارة»؟ هل الفاسد من يُنجحُ مهرجان ام من يصرف الاموال لإفشال مهرجان؟

هل من حدّ لشطحات الوزير وتصريحاته الارتجالية و «عنترياته» في كل الوسائل الإعلامية هل ما صرف من اموال في مشاريع مدن الفنون والحضارات والكتاب فعل ثقافي حقيقي وعروض «out door» لمهرجان الحمامات الدولي شبهة فساد؟ ومن يوزع تهم «شبهة فساد» «سوء حوكمة وتصرف»؟ اهي التفقدية أم الوزير؟ اسئلة عديدة تطرح منذ قرار وزير الثقافة تخفيض ميزانية مهرجان الحمامات الدولي بنسبة 65 ٪ ثم قرار اقالة المدير السابق معز مرابط.

أسئلة عديدة طرحت ولازالت تطرح ولمحاولة الاجابة عن بعضها عقدت لجنة مساندة المدير السابق للمركز الثقافي الدولي بالحمامات السيد معز المرابط ندوة صحفية صبيحة أمس بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، لتسليط الضوء على مسلسل طويل الحلقات الذي انطلق باتهام معز مرابط بشبهة فساد ولم تنته حلقات المسلسل بعد...

نحن نساند المشروع لا الاشخاص
«كيف نقتل الامل في تونس، كيف نفتت بذور الامل عند شباب يؤمن بأهمية الثقافة وقيمتها وكيف نحبط عزيمة من يريد صنع طريق مختلفة ويرفض الانصياع للمسؤول والانبطاح» بهذه الكلمة استهل الحبيب بلهادي كلمته في بداية الندوة الصحفية، التي دعا فيها الشباب الى ضرورة التمسك بالحلم وبسلاح الفن بالقول « احلموا رانا باش نغلبوهم، ما تطيحوش سلاحكم»، مشيرا أن اجتماعهم ليس لمساندة شخص معز مرابط بل لمساندة مشروع ثقافي متكامل مشروع انطلق في العمل في جوان 2016 مع الدورة الثانية والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي، مهرجان اصبح نجاحه مقلقا لسلطة القرار الثقافية خاصة لوزير الشؤون الثقافية.
ومن جهته اكد محمد حوال منسق الشبكة الجمعياتية بالحمامات انهم «26 جمعية» يعملون مع المركز الدولي للحمامات منذ عامين وأشار الى ثقة المجتمع المدني في استراتيجية عمل المركز خاصة انفتاحه على المحيط الخارجي لمدينة الحمامات وتشريك المجتمع المدني بالجهة في القرار ليصبح الفعل الثقافي بالحمامات جماعيا وليس حكرا على فرد او مجموعة مصغرة وهو ما جعل المركز مشعا ثقافيا وفنيا على المدينة والمدن المجاورة أيضا وأكّد أنهم في كل تحركاتهم يساندون مشروع المركز الثقافي الدولي وكل تظاهراته التي ميزت الحمامات ولا يساندون معز مرابط لشخصه، لأنهم «امنوا بنجاح مشروع يرونه يدمّر امامهم اليوم وذاك ما نرفضه نحن ممثلو المجتمع المدني».

هل يدمّر «المشروع» ؟
كيف سيكون المركز الثقافي الدولي بالحمامات؟ كيف يسيّر اليوم؟ والاهم كيف يمكن للمسؤول الاول على الثقافة»الوزير» تدمير مشروع ثقافي بجرة قلم؟ هكذا تساءل الجميع، وعن المشروع الذي دمّر قالت وفاء عماري ان المركز الثقافي الدولي بالحمامات فتح ابوابه لكل الفنانين الشبان في اطار اكاديمية الفنون، كما يوفر اقامات فنية لفنانين تونسيين واجانب لتبادل الخبرات والمشاريع، مشيرة الى أنه المركز الوحيد الحامل لصبغة «الدولية» ومتعدد الاختصاصات فالنجمة الزهراء مختص في الموسيقى و دار الفنون بالبلفدير اختصاصها الفنون التشكيلية ولكن المركز الثقافي الدولي بالحمامات متعدد الاختصاصات يفتح ابوابه لكل الفنون.
وأكدت وفاء عماري في كلمتها انه صرف 4 مليارات في استراتجية التكوين والمشاريع، فما مصير هذه الاموال؟ وكيف يدمر مشروع ثقافي متكامل الأهداف وله استراتيجية محددة؟.

وبالعودة الى تصريح وفاء عماري يمكن طرح سؤال ما هو مصير التظاهرات التي انجزت طيلة العامين الفارطين فمنذ ان اصبح المركز الثقافي الدولي بالحمامات مؤسسة حكومية غير ادارية وله مشاريع متعددة أولها الاقامات الفنية وثانيها التظاهرات التي تشمل كل الفنون على سبيل الذكر مهرجان «بعيونهنّ» الذي ينظمه نادي السينما بالحمامات واللقاءات الثقافية والتاريخية المنجزة في دار سيباستيان ومهرجان الفن المتوسطي؟ بعد أن تمّ التخفيض في ميزانية المركز؟ هل ستتواصل هذه التظاهرات؟ ام ستموت هي الاخرى في اطار سياسة قتل كل نفس ابداعي بعد عودة المنظومة القديمة الى السيطرة على دواليب المؤسسة الثقافية؟.

بين «شبهة الفساد» واقالة غير قانونية هل تنتهي شطحات الوزير؟
«نحن نعمل وفق استراتيجية معينة فمنذ استلامي لمهام ادارة مركز الدولي للحمامات ونحن نحاول البحث عن الاختلاف ولكن يبدو أننا اجرمنا وجرمنا الوحيد هو النجاح فهناك كم حصل قلق من نجاحنا» هكذا نحدث معز مرابط المدير السابق للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، وأشار مرابط ان وزير الشؤون الثقافية هدفه «نسف» المشروع الثقافي المتكامل والمختلف مشيرا الى مغالطة الوزير للراي العام من خلال التصريحات الإعلامية وأكد مرابط انه مستعد للمحاسبة والعقاب ان ثبتت التهمة، مشيرا ان «سوء التصرف الحقيقي هو وضع الاموال في غير اطارها وإفشال مهرجان وليس العكس» وأكد مرابط انه يعمل لدى الدولة التونسية وليس «عند الوزير» قائلا «ماناش عسكر كردونة، يحركنا الوزير كما يشاء» ، داعيا الوزير الى تقديم تقرير استند عليه ليتهمهم بسوء التصرف مؤكدا ان «اتهامهم بسوء التصرف» سبب سخيف جدا ناعتا قرار الوزير بسرعة اقالته واقالة الكاتب العام بعودة النازية الجديدة.

بعد قرار وزير الثقافة اقالة معز مرابط وتعيين شاكر الشيخي مكانه لم يحدث «التسلم والتسليم» كما ينص القانون (هناك خرق قانوني في الاقالة والى اليوم لم تحدث passation ـ واجبر معز مرابط على العطلة السنوية ولا يملك accès للمركز ) على حد تعبير محامي معز مرابط الاستاذ ياسين لبيب .
كما ان قرار اعفاء معز حمزة الكاتب العام للمهرجان قرار مرتجل ايضا بالإضافة إلى أن السيد وزير الشؤون الثقافية اتهم مدير مهرجان الحمامات وهيئته بسوء التصرف وشبهة الفساد دون تقرير من التفقدية والى حد عقد الندوة الصحفية صبيحة امس لا وجود لتقرير يدين معز مرابط وفي كلمته نبه الحبيب بلهادي من امكانية التلاعب بالأرقام فمنذ ان قرر اقالة مرابط الى الامس لا يعلمون شيئا عن المركز، كيف يسيّر ومن يشرف على العمليات المالية، مشيرا ان للوزير علاقة رئاسوية على التفقدية وقد يضغط عليهم ليكون التقرير كما يريده السيد الوزير.

المسلسل من كتابة الوزير فكيف النهاية؟
اعفي معز مرابط من مهامه، صودق في المجلس على التخفيض في ميزانية مهرجان الحمامات بنسبة 65 ٪، عين مدير جديد، تقرير التفقدية لم يحضر بعد، المجتمع المدني بالحمامات يرفض العمل مع شاكر الشيخي من جهة ولازال مصرا على مواصلة استراتجية العمل التي وضعها معز مرابط، كل المشاريع الموضوعة سابقا باتت على رف الانتظار او التجاهل، عروض الشارع والانفتاح على المحيط بات فسادا، تصريحات الوزير مرتجلة وقرارات متسرعة. عديد الفنانين يساندون مرابط وآخرون يساندون الوزير، مسلسل تركي الحلقات تونسي الكتابة والاخراج اشرف عليه المسؤول المسؤول الأول على الثقافة في تونس السيد وزير الشؤون الثقافية كتب حلقاته وأخرجه الى الرأي العام الذي انقسم بين مؤيد

للوزير ومؤيد لمدير مهرجان الحمامات، حلقات المسلسل يبدو انها لا تزال متواصلة فلا زال وزير الشؤون الثقافية يصرح في وسائل الاعلام عن نجاحات عروض «الشارع» التي قدمت في برنامج مدن الفنون، ولازال يصر على نعت «عروض الشارع» التي قدمها مهرجان الحمامات بأنها فساد، ولازالت تصريحات السيد الوزير بخصوص عرض انور براهم تثير الضجة في المقابل لازال معز مرابط يصر على ان «تقديم انور براهم للعرض الاول العالمي في الحمامات شرف لي وللمهرجان»، المسلسل الذي انطلق السيد الوزير صاحب فكرة مشروع «مدن الفنون» التي اصبحت «باركينغ» منظم، ومدن «الحضارات» في بلد تراثه منهوب ومدن «الاداب والكتاب» في دولة يعرف الجميع فيها ازمة الكتاب، لم تنته حلقاته الى الان فكيف ستكون نهاية هذا المسلسل الطويل الحلقات؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115