هدى غربال ووديع مهيري يصنعان ورودا لمواجهة كرتوش سمامة: «ورد وكرتوش» صراع الحياة و العدم

احلامنا تمنحنا جرعة كبيرة من الاحاسيس ، وأحاسيسنا تقودنا مجددا الى الاحلام قولة لأموس برنسون ألكوت يعمل بها ابناء جبل سمامة، هناك قرب المنطقة العسكرية يفاجئونك دوريا بافكار متجددة جميعها تدعوا الى حب الحياة والتمسّك بالامل، تظاهرات و ابداعات تعيد الى الجبل الحياة، تعيد الى الاطفال ضحكتهم التي سرقتها نيران اشتعلت في كاف الحمام

وحرمتهم من الدخول الى جبلهم من جديد، هناك في سفح الجبل اناس متمسكون بالامل يوقدونه شمعا واملا لاطفال يعشقون الفنون.

بعد ان حفروا مسرح الفلاقة بأيديهم ورصفوا تربتهم بأنفسهم وصنعوا من اكليل الجبل واعشابه ركحا مميزا وفضاء اعلى الهضبة يثلج الصدر و الفكر، وبعد سيرك سمامة الاول الذي توافد اليه الصغار ليخطوا تفاصيل الحلم ويكتبوا الياذة الابداع بطريقته الخاصة فهم ولدوا كبارا، وجدوا انفسهم في بيئة جغرافية جد قاسية فقاوموا قساوة الجغرافيا بالفنون، وفي ريف سمامة مبدعون صغار اقنعوا كل من شاهدهم انهم قادرين على كسب اصعب الرهانات اطفال يؤمنون أنه «مهما كان القادم مجهولاً افتح عينيك للأحلام والطموح فَغداً يوم جديد وغداً أنت شخص جديد».

افكار متجددة، تظاهرات عديدة جعلت من سفح جبل سمامة أرضا للابداع ومكانا لاجتماع محبي الحياة، التظاهرات التي أنجزت في سفح الجبل تجاوزت ربما التظاهرات الرسمية التي تنجز في المدن الكبرى والمركز، فهناك في الهامش يكون الفن اجمل وضحكة الاطفال اصدق لانها تنبع من ارواح صغيرة متشبثة بكل تفاصيل الحل.
بعد اختتام تربص السيرك منذ اسبوعين يكون الموعد نهاية هذا الاسبوع مع تظاهرة «ورد وكرتوش» وابناء الجبل هم الاكثر علاقة بالورد لأنه من انتاجات الجبل وخبروا صوت «الكرتوش» ابضا من كثرة سماع دويه بعد ان سكن الإرهابيون الجبل، اصبح صوت الرصاص مثل الموسيقى عند اطفال الجبل.

وقد انطلقت يوم السبت الفارط بمدرسة الوسّاعية على سفح جبل سمامة ورشة بصرية تشكيلية لهدى غربال و وديع مهيري يشركون في اطارها عشرات الاطفال في ورشات «عساكر صغار» اعدادا لمعرضهم الضخم «ورد و شوك في الجبال» المبرمج ليومي 25 و 26 نوفمبر فوق مسرح الفلاّقة على سفح سمّامة..
هذا المعرض ينظمه الفنانان المغامران و التجديديان بدعم من صندوق التشجيع على الابداع الادبي و الفني و بالتعاون مع فريق المركز الثقافي الجبلي بسمّامة..

سيعد الاطفال عساكر في شاكلة دمى و فزّاعات تحت اشراف الفنّانيْن و هم العساكر الذين سيحرسون المعرض الاسبوع القادم.. وسينظم طلبة المعهد العالي للفنون و الحرف بالقصرين للورشة المفتوحة ويتنتظم المعرض الفريد طيلة يومين على حدود المنطقة العسكرية .

التظاهرة تقام ايضا تحت اشراف المركز الثقافي الجبلي بسمامة الفريد من نوعه في تونس فهو لا يقلد نموذجا أخر في البلاد التونسية أو في الوطن العربي باعتباره بُني على إبداع الشباب والأطفال وعلى حرف ومهن الجبل، والغاية من احداثه هي خلق فضاء يحتضن مواهب وإبداعات عشاق الفنون والمبدعين القاطنين في أعماق الجبال والأرياف وفضاء يغني المرأة الريفية عن الجبل الملغوم عبر توفير مورد رزق قار لها.

المركز الذي تقدمت اشغال انجازه اشواطا كبيرة حول سمامة الى نقطة اشعاع ثقافية بامتياز، لعلها تصبح ثكنة ثقافية لمقاومة التطرف والفكر الارهابي وتحمي صغار الارياف المحيطة من خطر الافكار الظلامية، وغير بعيد عن المركز وفي ربوة مرتفعة سيرسل الاطفال باقات ورود من صنعهم ومن انتاجات الجبل ورود علها تشفي بعض جراح سكان خبروا الجبل واختبروا كل ممراته وتعطّروا باكليله ولكنهم ولسنوات حرموا من الدخول الى الجبل أو الاستمتاع بعطره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115