الشاعر المصري عبد الستار سليم لـ«المغرب»: هشام الجخ سطا على قصائدي والقضية لا تزال في رواق المحكمة

على هامش  الدورة الأخيرة لمهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي، كان لـ«المغرب» لقاء مع الشاعر والباحث والناقد فى التراث المصري عبد الستار سليم الذي  يلقب بملك فنّ «الواو» فضلا عن كونه مقدّم برامج فى الإذاعة والتليفزيون المصرى و يكتب الأغنية للسينما والمسرح والإذاعة وأصدر 12 ديوانا شعريا بعضها بالفصحى ، وبعضها بالعامية

المصرية.. وللاقتراب أكثر من تجربة هذه الشخصية الموسوعة كان لنا معه الحوار التالي: 

• لنبدأ من المكان ، ماذا عن دوز ومهرجانها الشعري؟
ما شدني هو إقدام مجموعة من الشعراء والأدباء ومحبي الثقافة عموما على إحداث مهرجان دولي شعري بمجهودات خاصة وأتمنى لو تعمم هذه التجربة في باقي الأقطار العربية باعتبار أن الدولة قد تكون غير منشغلة بالشأن الثقافي، وهذا من صميم العمل الأهلي ،كذلك حرص المنظمون على دعوة شعراء بعينهم من عديد البلدان للاطلاع على مسير الحركة الشعرية العربية، وما أقترحه هو إضافة مسابقة خاصة للشعراء الشباب، كذلك تكثيف الحضور الاعلامي المختصّ للتعريف بقيمة التظاهرة والشعراء لكن يبقى الأهم هذا الجمهور الرائع من مختلف الفئات العمرية مع حضور مهم للعنصر النسائي والذي فاجأني بكثافة حضوره ،كما كان لدار الثقافة محمد المرزوقي دورا أساسيا في نجاح الدورة التي تميزت بإدخال باقي الفنون من مسرح وشعر وفن تشكيلي وموسيقى ..الشعر الشعبي كان أغنية وقصيدة ومسرحا حتى أن الجمهور يُخاطب بعضه بأنصاف القصائد مما أدخل تنشيطا للذهن  وبهجة كذلك وجود المرأة العربية الشاعرة بكثافة وثقل في المسابقة..

• استمعتم للعديد من قصائد الشعر الشعبي التونسي فكيف تُقيم هذا اللون؟
استمعت واستمتعت بعديد النصوص ، لكن قصيدة الشعر الشعبي السائدة بموسيقاه الواحدة حرمته من التنوع الموسيقي في البحور الخليلية، لذا على القائمين على هذه القصيدة ادخال بحور اضافية حتى لا نحرم الجمهور والقصيدة ذاتها من التنوع الموسيقي لانه لا يوجد بجوار هذه القصيدة ذات النغمة الواحدة فنون أخرى تُعوّض التنوع الموسيقي.. لدينا في مصر تنوع في الألوان الشعرية يغطي كامل البحور تقريبا في فن الزجل ،الموال ،الواو، ،الموشح، الدوبيت..عكس المغرب العربي حيث يصمم دون مبرر على ان تصاغ القصيدة الشعبية على بحر واحد، لهذا أتمنى من الشعراء والباحثين والنقاد أن يلتفتوا إلى هذه الملحوظة وإمكانية تطبيقها..

• باعتبارك من رواد فن الواو، فما هو هذا الفن وخصائصه ؟
فن الواو هو فن شعري شعبى قولى سماعي انتشر بالصعيد الجواني، ويعتبر أحد اشكال الزجل وعندما يلقي الشاعر المربع يقول «وقال الشاعر» دون ذكر اسمه حتى لا يقع تحت طائلة العـقاب من السلطة، فكثرت واوات العطف هذه فأصبحت لزمة لابد أن تقال وصارت سمه مميزة
لهذا الشكل من القول ثم اسماً يتسمى به «فن الواو» الذي يُصاغ على بحر شعري مُعين «بحر المجتث» الذي لا ياتي الا مجزوءً، أما عن البناء المعماري لهذا الفن فهو شعر مقطوعات وكل مقطوعة مستقلة بذاتها ويسمونها «القولة» تتكون من بيتين شعريين بالمعنى التقليدي للبيت الشعري أي من أربع شطرات بشرط  أن تتحد قافية الشطرة الأولى بقافية الشطرة الثالثة وقافية الشطرة الثانية بقافية الشطرة الـرابعـة على الأعم ويعتمد على التجنيس المغرق أحياناً فى التعمية نظراً لنطق كل قافيتين متحدتين بنفس الكيفية ومثال على ذلك يقول الشاعر: ماشية البنية بخلخال/ تخطر كما فرع مايل /عشق البنيه يا ابو الخال /عامل في قلبي عمايل. .وقال الشاعر: عينى رأت سرب غزلان/ فيهم غزالة شريده /والقلب لما اتنغز/لان شاور وقال لى شارى ده

• ماذا عن قضية استيلاء الشاعر هشام الجخ على أكثر من 30 مربعا شعريا من ديوانك «واو، عبد الستار سليم»؟
سطا هشام الجخ على ديواني «واو.. عبد الستار سليم» الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ عام 1995 والذي أهديت الجخ نسخة منه موقعة بخط يدي وهي قصائد نشرتها منذ الثمانينيات ومسجلة صوتا وصورة بالإذاعة والتليفزيون المصري،  لكن الجخ أصدر ديوان «هويس الشعر العربي» خصص جزءا فيه لباب المربعات معظمها من تأليفي الخاص (35 مُربّعا)  لكن رددها جمهوره على أنها من أشعاره باعتبار أن الجخ شاعرا وليس ملقيا لشعر غيره والجمهور يعتقد ان كل ما يقوله هو من إبداعه وعند سؤاله أنكر مكابرا وأن المُربّعات اقتبسها من التراث ،فتقدمت بدعوي قضائية ضده بتهمة الاستيلاء علي مربعاتي الشعرية وانتهت القضية في الشق الجنائي لصالحي،هذا وطلبت منه أن نحل الإشكال القائم

 وديا من خلال نشره في مختلف الوسائل ، أنه استولى على تلك المربعات عن طريق الخطأ دون أن يعرف أنها من إبداعاتي لكنه امتنع وهو ما دفعني إلى تحريك قضية جديدة في الشق المدني للمطالبة بمليون جنية علي سبيل التعويض..

• ماهي مستجدات هذه القضية الجديدة ضد الجخ؟
كانت الجلسة النهائية يوم الأربعاء 8 نوفمبر 2017 ولكن لم يحضرها هشام الجخ ومحاميه ليتم حجز القضية للجكم يوم 29 من الشهر الجاري..قضية شغلت الرأي العام الثقافي المصري والعربي لسنوات وبصرف النظر عما يدور في المحاكم ، فإن هذا الرأي العام متأكد من اﻻدانة تأكده من ظهور الشمس كل صباح..

• انطلقتم  في   مشروع ضخم  يبحث ويوثق فن الواو، فالى أين وصل هذا المشروع وآفاقه؟ 
كتبت كل الوان الشعر والقصيدة وتبنيت خلال السنوات اﻻخيرة مشروع «فن الواو» بحثا وتوثيقا حيث نفضت الغبار عنه وبحثت في اﻻرياف والقرى والنجوع بقنا، البحر اﻻحمر، سهاج، الاقصر..من أفواه وصدور الناس وجمعت أربع مجلدات وتحليلها وإبراز معاني المفردات الغامضة وقمت بتقعيد طريقة كتابة فن الواو وبحره الشعري وطريقة التقفية واشتماله على الجناسات وعبقرية هذا الفن في معالجة المشاكل اﻻجتماعية وقدرته على استيعاب الملاحم مثل السيرة الهلالية... هذه المجلدات اﻻربعة صدر أولها عن سلسلة الدراسات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة وسأقوم بإصدار باقي الأجزاء على نفقتي الخاصة فضلا عن تجميع إبداعي الذاتي من فن الواو وإصداره في  مجموعة كاملة..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115