الدورة الثالثة من المسلك الثقافي البيئي: زمبرة وجهة الفنانين التشكيليين

هناك بين احضان الجزيرة البعيدة يكون الموعد مع الثقافة، هناك سيعانق الفنانون موج البحر ويعاندون زبده ليقدموا لوحاتهم ورسوماتهم، اكثر من خمسين فنانا سيحملون معهم اسلحتهم الثقافية لمواجهة هدوء المكان واخراجه من صمته وجعله لوحة فنية انسانية بعد ان كان لوحة فنية طبيعية.

في حضن الطبيعة والهدوء يكون الموعد مع الفن ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمسلك الثقافي البيئي، في جزيرتين جد مميزتين يكون اللقاء مع الفنون والحلم، زمبرا وزمبرتة او أرخبيل الجامور الاكبر والاصغر هناك لقاء يوم الاثنين 15 ماي مع الجولة السياحية الثقافية.
وهي فرصة سنوية أحدثتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بنابل هدفها الأول تسليط الضوء على بعض المواقع والمعالم الثقافية والبيئية بالجهة للتعريف بها وإبراز المعارف التقليدية والتراث المادي واللامادي، وذلك حرصا على تثمين التراث واكتشاف بعض المواقع والمعالم التراثية والبيئية المجهولة او التي لم تأخذ حظها كفاية من الإعلام.

ويكون البرنامج كالتالي، الانطلاق من ميناء سيدي داود بالهوارية فالوصول الى جزيرة زمبرة، ومعها انطلاق ورشة الرسم على الصخور البرية وانجاز تنصيبة فنية كبرى يشارك فيها حوالي 40 فنانا من تونس و فنانين من 16بلدا يمثلون اربع قارات امريكا وافريقيا واسيا واروبا ، وتكون نهاية اليوم الثقافي السياحي في الخامسة والنصف، ليعود الفنانون الى سيدي داود تاركين وراءهم رسومات تنطق حياة وحّبا وتعاند صخب موج البحر.

الهدف من هذا المسلك هو الحفاظ والتعريف بالتراث المادي واللامادي لذلك كان برنامج الدورة الأولى تسليط الضوء على المواقع والمعالم الأثرية بكل من سليمان، الهوارية، قليبية وقربة والمعمورة بالوطن القبلي

أما الدورة الثانية فكانت جولة في المناطق الداخلية والريفية كتاكلسة ومنزل بو زلفة و بني خلاد. المسلك الثقافي البيئي في دورته الثالثة فيه مصافحة لجزيرتي زمبرة و زمبرته من معتمدية الهوارية. وقد تم تصنيف جزيرة زمبرة منذ سنة 1977 من طرف اليونسكو كمحمية طبيعية، وذلك لتوفّر الكثير من الكائنات الحيّة النادرة والمهدّدة بالانقراض فيها، فعلى الرغم من بيئتها الهشّة إلا أنّها تحتوي على 266 نوعاً من النباتات؛ لتشكّل بذلك منطقة أدغالٍ كثيفة الغطاء، مثل: أشجار الزيتون، والعرعر الفينيقيّ، والقندول أي الفستق.

ويتكوّن غطاء التربة من التربة المالحة، والصّخور، والطين، وجير المغنيسيوم، والرمل، وبالنّسبة إلى الكائنات الحية فهناك اللافقاريّات، والثدييات، مثل: الأرانب، والأغنام، والقطط، وما يُسمّى بالجرذ الأسود، وهذه الجزيرة هي موطنٌ للطيور المهاجرة ما بين تونس ومضيق صقلية، مثل: الصقور، والنسور، والبازات، وطيور جلم الماء الرمادي التي تتغذّى على الحبار والسّمك الصغير، حيث تستقبل الجزيرة عادةً أكثر من خمسة وعشرين زوجاً من الطيور التي تحطّ في المنحدرات الصخريّة، أمّا الكائنات البحريّة فهي متنوعةٌ، مثل: الميرو الضّخم، والحريد، والمرجان، ويقترب من المياه المحيطة بالجزيرة حوت العنبر والدلافين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115