إضاءة: لا لزوم لاحترار المناخ

ليس في تغير المناخ وتمظهراته الخطيرة قدر مقدور وقوانين حتمية مقدرة علينا رغم أنوفنا، فقد اثبتت كل الدراسات أن الاحتباس الحراري وراء مختلف الاسباب الموصلة لتغير معدلات درجات الحرارة من تبدل في أنظمة الانتاج والاستهلاك بسبب تنام غير معتاد في استخدام أصناف

من المواد المسببة لاحترار المناخ بما تفرزه من غازات ددفيئة..
الأمر يهمنا من قريب، والأسباب منا، والنتائج تعنينا فوق ما نتصور.

تتفاوت درجات مشاركة القطاعات، وكلها مشاركة في تفاقم الظاهرة ودنو الخطر الذي يعجل بفناء الكوكب من خلال تقليص مصادر الحياة فيه.

الصناعات والنقل وأشكال الطاقة المستخدمة وغيرها من الأنشطة البشرية الجماعية والفردية الصناعية والعمرانية وغيرها تشترك بنسب متفاوتة في إيجاد وضع ملائم لارتفاع متوسط درجات الحرارة بما يهدد بحدوث تغيرات على وضعية الأنظمة البيئية وارتفاع مستوى البحر وفناء عديد الأصناف وبروز أوبئة وتراجع قدرات عديد الأصناف على التحمل وذوبان الجليد و...

تنطوي صورة جيلنا الراهن على مفارقات عجيبة فنحن زمرة بشر يحملنا الشوق للحياة للبحث عن تحسين ظروف العلاج وتطوير مستحضرات صحية معقدة والبحث عن أسباب الرفاه في تصاميم تكنولوجية وأدوات عيش ونقل باذخ، غير أننا نغفل ما ينطوي عليه سعينا المحموم للمزيد من الاستهلاك اللاواعي المحموم والمزيد من المنتجات الزائدة عن اللزوم.

تأخذنا كل يوم حمى المعتاد وننساق في دوامة الروتين الاستهلاكي نقبل على كل شيء نستمر في حركتنا الجماعية التي تقودنا سريعا إلى حافة الحياة.
فقد اثبتت الأبحاث الدقيقة أن ارتفاعا بدرجتين أخريين يعني كوارث عامة، ولا إمكان لبقاء البشر واستمرار حياة عادية في حال تجاوز درجة ونصف كمعدل لارتفاع الحرارة خلال العقود القادمة..

المعضلات البيئية كونية لا تعرف الحدود، ونحن في هذه البقعة الصغيرة بعض من مجموعة مترابطة من الشعوب والأمم التي تتقاسم الفضاء وتتوازع الكوكب وتتحد في قرار المصير
كما في قيادة السيارات وسهونا عن استعمال حزام الأمان، أحيانا كثيرة نغفل أخطر أسباب النجاة

إننا باستمرارنا في نمط حياتنا السائد نؤجل قليلا انتحارنا الجماعي، إذ تحملنا تناقضاتنا إلى الفرضيات الأكثر قتامة
نتحدث عن الأمل الوردي ونرسم بحركاتنا اليومية وممارساتنا الاقتصادية والاجتماعية معالم في طريق سقوط جماعي وشيك

نعلم جيدا أن نمط الانتاج والاستهلاك غير الرشيد والتنمية المعادية للبيئة والمستنزفة للثروات وأشكال البناء والنقل واستخدام الطاقات والصناعات التقليدية تدفع بشكل إرادي نحو توقيعنا على بداية الاحتضار
كثيرا ما نستذكر على سبيل الطرافة صورة الركاب الذين استاجروا سفينة وفي قلب الرحلة البحرية بدأ العبث وشرع البعض في اللهو بمكوناتها وحتى في حفر ثقوب أسفلها للحصول على الماء بما ينذر بغرق محتوم للجميع
كلنا ركاب زورق اسمه الكوكب والملوثون ومستنزفو ثرواته هم مسافرون مجانين وسفهاء يعممون رغما عن الجميع كابوسا يوشك أن يصبح حقيقة..

قليلون انتبهوا لما قاله عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينج (خليفة النابغة أينشتاين)، حينما صرح بأن «التغير المناخي هو أشد خطورة على الأرض من الإرهاب.. وأننا بوصفنا مواطنين في العالم، فإنه يقع على عاتقنا واجب تحذير عامة الناس من المخاطرالتي نعيش معها كل يوم.»

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115